في عدد من مجلة «الكواكب» عام 1956 روى فؤاد الأطرش، شقيق المطربة أسمهان، حدثاً غريباً ومقلقاً حول صندوق احتفظت فيه والدته بأوراق أسمهان لسنوات، وما جرى له عندما قرر أخيراً فتحه بعد اثني عشر عاماً من الاحتراز والخوف. الحكاية حملت إشارات إلى أسرار شخصية وسياسية وحدثت رد فعل وصفه فؤاد بأنه أشبه بـ«صرخة من عالم آخر».
غياب دام سنوات وعودة تحمل صندوقاً
يبدأ فؤاد روايته بأنه لم يكن في مصر وقت وفاة أسمهان إذ كان في جبل الدروز، وأن والدته حينها دخلت شقتها في عمارة الإيموبيليا وأخذت منها ملابساً وورقاً ووضعتهما في صندوق كبير كذكريات. حمل فؤاد الصندوق معه عند عودته ودفنه في مكان يخشى منه أن يصل إليه أحد، وكان متمسكاً بعدم فتحه بسبب ما توقعه من ألم أو كشف لحقائق قد تزعجه.
قرار الفتح والصدفة التي لم تكن بريئة
بعد عامين، وأثناء مرض أرهقه واضطر لراحة الفراش، تسلّح فؤاد بالحنين وافتح الصندوق «من باب التسلية واسترجاع الذكريات»، كما يقول. ما سقط بين يديه أولاً كان خطاباً مغلقاً موجهًا لإحدى صديقات أسمهان يطلب فيها «قرضاً إلى حين ميسرة»، وفاتورة من متجر شيكوريل عن ملابس وفرو. لكن الورقة الثالثة كانت مختلفة: بدا عليها «أمر خطير».
لحظة الرعب: ورقة تختفي وانهيار نجفة
حينما أمسَك فؤاد تلك الورقة سمع صوت فرقعة قوية، وشاهد النجفة أسفل السقف تنقسم إلى نصفين ليقع أحدهما فوق الصندوق ويختفي تحتها ما في يده من ورق. يصف فؤاد ما حصل بأنه رعب حقيقي: أصوات في أذنه تأمره بالابتعاد عن الصندوق، شعور بأنه «قاب قوسين أو أدنى من الجنون»، وكابوس وهذيان لاحقا جعلاه يقسم ألا يلمس الصندوق مجدداً.
أسرار محتملة بين طيات الورق
يفصح فؤاد في حديثه إلى «الكواكب» أن الصندوق يضم، في ظنه، «الحقيقة كلها» عن حياة أسمهان، وأن فيه «كثيراً من أسرار السياسة» بسبب جولات فنية وسياسية نجحت فيها أسمهان، إضافة إلى تفاصيل قد تضع نقاطاً على الحروف في كثير مما لا يعرفه الجمهور عن الفنانة الشهيرة.
ثمن الإرث: ديون مقابل إرث غامض
يضيف فؤاد أن العائلة لم ترث ثروة بل ورثت ديوناً بلغت عشرة آلاف جنيه دفعتهم كاملة لأصحابها، إلى جانب هذا الصندوق الذي يبقى عبئاً أخلاقياً ونفسيًا بسبب ما يحمل من أسرار قد تضر أو تفسر الكثير.
سؤال أخير: هل يقرأ أم يحرق؟
يختم فؤاد بسؤال يختزل مأزقه: هل يفتح الصندوق ليكشف ما فيه ويواجه الحقيقة مهما كلفه ذلك من صدمة أو خطر، أم أن عليه أن يحرقه ليحمي نفسه وعائلته من مآلات لا يعلمها أحد؟ قرار لم يبدُ أنه اتُخذ بصورة قاطعة، وبقي الصندوق، بحسب قوله، رمزاً لأسرار لا تريد أن تُنطق.