هناك فنانات يمرّ حضورهنّ كنسمة رقيقة، وهناك من تأتي كضوء يتسلل إلى الروح، لكن منى زكي وُلدت من فئة ثالثة أندر… فئة النجمات اللواتي يجمعن بين صدق الأداء وعمق الشخصية ورهافة الذوق، فتبدو في كل ظهور كما لو أنها توقّع رسالة جمال جديدة.
اليوم في عيد ميلادها، نحتفي بامرأة صنعت لنفسها مكانة لا تحدّها شهرة ولا تُقيدها صيحات عابرة؛ فمنى ظلّت دائمًا تجسيدًا للأناقة التي تنبع من الداخل قبل القماش، ومن الروح قبل الثوب.
ولأنّ الأناقة مرآة لصاحبتها… ها هي أبرز إطلالات منى زكي التي خطّت بصمتها على سجادة الموضة كما خطّتها على ذاكرة الفن العربي.
الأسود الملفِت… أناقة تكتب نفسها دون جهد
في افتتاح Carbone بدبي، بدت منى زكي وكأنها عودة راقية إلى الكلاسيكية.
بثوب أسود أنيق من توقيع ياسمين صالح، مشكول على الجسم بانسيابية مدروسة وقصّة مبتكرة عند الخصر تبرز نعومة القوام دون مبالغة.
اختارت تسريحة ملساء كلاسيكية مع أحمر شفاه صارخ، فكوّنت لوحة تتوازن فيها الجرأة مع الرقي.
أكملت الإطلالة بعقد وأسوارة من Sartoro Genève، قطع ماس لامعة تُشبه الضوء الذي تحمله منى معها أينما حلّت… حضور كامل لا يحتاج شرحًا، لأن الأناقة الحقيقية لا تبرر نفسها.
الأحمر الصارخ… ضجيج اللون وهدوء الممثلة
من رامي القاضي، ارتدت منى زكي ثوبًا أحمر قانيًا ينساب بطول القوام كأنّه شُغِل ليروي طباعها: القوة من دون صخب، والأنوثة من دون مبالغة.
الكتفان العاريان كشفا عن رقة التفاصيل، فيما جاءت المجوهرات الماسية لتضيء العنق والمعصم والأذن بتوهج ناعم.
شعرها المشدود إلى الخلف بخط وسط دقيق أبرز ملامحها المتوازنة، أما المكياج فاختار طريق البساطة: بشرة نضرة وأحمر شفاه خفيف يفسح المجال للثوب ليحكي القصة وحده… قصة امرأة تعرف أن الجمال أحيانًا في ما لا يُقال.
اللون النيلي… ثوب يُشبه لحظة التكريم
خلال تكريمها عن فيلم رحلة 404، فضّلت منى اللون النيلي، لون الهدوء العميق الذي يلامس شيئًا خفيًا في الروح.
ثوب طويل ينسدل برشاقة، وتسريحة شعر متماوجة تُحيط بوجهها كإطار من ضوء.
الخصلات التي تدلّت على وجنتيها أضافت ظلالًا عاطفية على الإطلالة… كأنها تذكير بأنّ الفنانة تحضر إلى التكريم من مكان داخلي نضجته التجارب قبل الأدوار.
الزهري الفاهي… حين تصبح المجوهرات هي الرداء
في إطلالة ناعمة باللون الزهري الفاهي، اختارت منى ثوبًا مكشوف الصدر والكتفين، وتسريحة شعر طويلة بانحناءة خفيفة للخلف مع غرة تنسدل على الوجه.
لكن البطولة لم تكن للثوب هذه المرة، بل للمجوهرات: أساور ضخمة على شكل ورود وأقراط متطابقة… قطعة فن ترتديها امرأة تعرف تمامًا كيف توازن بين البساطة والرِفعة، فتجعل من الإكسسوار محور المشهد دون أن تخسر جوهر أناقتها الهادئة.
ثوب زهير مراد… البريق الذي يعرف أين يتوقف
في حفل Joy Awards، ارتدت منى زكي تصميمًا باذخًا من زهير مراد.
ثوب كحلي براق، مكشوف الصدر والأكتاف، يتناغم فيه البريق مع خفة القماش.
زنار رقيق يحدد الخصر، وانسيابية هادئة تتبع خطوط الجسد دون أن تُغرقها.
رفقتها مجوهرات من Chopard مزدانة بحبّات خضراء تلتقط الضوء كما تلتقط منى الإعجاب في كل مرور.
تسريحة شعر مالس بسيطة، منحت الإطلالة نضجًا واتزانًا، وتركت للبريق وحده أن يكتب حكاية الحضور.
الجمبسوت السماوي… توقيع إيلي صعب على رهافة عملية
في إطلالة مميزة أقرب إلى الأناقة العملية، تألقت منى زكي بجمبسوت سماوي من إيلي صعب.
قطعة تحمل مزيجًا من الفخامة والرقة: أكمام طويلة، سحاب أمامي، وجيوب تضيف لمسة عصرية، فيما يحدد الحزام الذهبي العريض خصرها برصانة.
الأقراط الذهبية الدائرية أكملت المشهد، وتسريحة الشعر الويفي المنسدل منحتها أنوثة حالمة تنطق بالبساطة الراقية.
إنه أحد تلك الإطلالات التي تقول فيها منى: حتى حين أختار الراحة… أبقى أنيقة.
منى زكي… لأن الأناقة ليست ثوبًا بل سيرة
في عيد ميلادها، لا نكتب عن فساتين فحسب، بل عن امرأة صنعت لنفسها أسلوبًا كاملًا.
منى زكي هي تلك الفنانة التي أثرت الفن العربي، وقدمت أدوارًا راسخة في ذاكرة الجمهور، وظلّت في الوقت نفسه رمزًا لأناقة ناعمة لا تحتاج ضجيجًا.
إنها عنوان للصدق… للذكاء في اختيار الأدوار… وللذوق الذي لا يعلو صوته لكنه يبقى حاضرًا.
عيد ميلاد سعيد لنجمة استطاعت الجمع بين الفن الرفيع والأناقة التي لا تزول.