اختُتمت مساء الجمعة 21 نوفمبر فعاليات الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في حفل رسمي شهد حضور نخبة من نجوم وصنّاع السينما من مختلف دول العالم، إلى جانب شخصيات ثقافية وفنية وإعلامية مرموقة. وقد أقيم الحفل تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، بحضور الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس المهرجان، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إلى جانب محمد طارق، المدير الفني للمهرجان، وعدد من أبرز نجوم السينما المصرية والعربية مثل: نيللي، خالد النبوي، محمود حميدة، ليلى علوي، وإلهام شاهين، إلى جانب المخرجين مجدي أحمد علي، وكاملة أبو ذكري، وأمجد أبو العلا، والسيناريست عبد الرحيم كمال، ورؤساء شركات الإنتاج وعدد من الضيوف الأجانب.
بدأ الحفل بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، تلاه عرض مؤثر لصورة الطفلة الفلسطينية هند رجب، مع إذاعة تسجيل صوتي لمكالمتها الأخيرة مع طاقم الإسعاف قبل استهدافها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في رسالة إنسانية أكدت دعم المهرجان للضحايا المدنيين والقضية الفلسطينية. وتحدث حسين فهمي خلال الحفل عن قوة السينما في توثيق الواقع والحفاظ على قصص إنسانية حقيقية، مضيفًا أن فيلم الختام لهذا العام كان فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يجسد مأساة الطفلة الفلسطينية وصوت الأطفال في مناطق النزاع.
كما تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم المخرج الصيني جوان هو والمخرجة المجرية إلديكو إنيدي، بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، بالإضافة إلى تكريم مدير التصوير محمود عبد السميع.
جوائز المسابقة الدولية
شهدت المسابقة الدولية تنافسًا عالميًا واسعًا، حيث حصل فيلم «اليعسوب» (Dragonfly) للمخرج بول أندرو ويليامز على جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم، فيما ذهبت جائزة الهرم الفضي لأفضل إخراج إلى المخرجين طرزان وعرب ناصر عن فيلم «كان يا ما كان في غزة». كما فاز مجد عيد بجائزة أفضل ممثل عن دوره في «كان يا ما كان في غزة»، بينما نالت أندريا رايزبورو وبريندا أندرو ويليامز جائزة أفضل ممثلة مناصفة عن «اليعسوب».
وحصل فيلم «بينما نتنفس» (As We Breathe) على جائزة الهرم البرونزي – لجنة التحكيم الخاصة، كما ذهبت جائزة أحسن إسهام فني عن التصوير إلى فيلم «مدينة الرمال» (Sand City).
جوائز أسبوع النقاد الدولية
توج فيلم «حبيبي حسين» (Habibi Hussein) للمخرج أليكس بكري كأفضل فيلم في مسابقة أسبوع النقاد الدولية، فيما نال فيلم «في منزل أهلي» (In My Parents House) جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما حصل فيلم «عالم النبات» (The Botanist) على تنويه خاص من اللجنة. تضم لجنة تحكيم أسبوع النقاد كلًا من سلمى أبو ضيف، إيلي داغر، وكلير جاديا.
جوائز الأفلام القصيرة
حصدت جائزة أفضل فيلم عربي قصير فيلم «تيتا وتيتا» (Two Tetas) للمخرجة لين الصفح، بينما فاز فيلم «شوارع القاهرة» (Cairo Streets) للمخرج عبد الله الطايع بجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير. ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم «رقبة منتصبة للغاية» (A Very Straight Neck) للمخرج نيو سورا.
جوائز الاتحاد الدولي للنقاد (FIPRESCI)
فاز فيلم «الأشياء التي تقتلها» (The Things You Kill) للمخرج علي رضا خاتمي بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد، تقديرًا لتجربته السينمائية المبتكرة، حيث رصد الفيلم صراعات نفسية عميقة للشخصية الرئيسية.
جوائز آفاق السينما العربية
حصل فيلم «كلب ساكن» (Dead Dog) للمخرجة سارة فرنسيس على جائزة أفضل فيلم عربي طويل ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، بينما ذهبت جائزة أفضل أداء تمثيلي للممثلة عفاف بن محمود عن فيلم «جولة 13»، وجائزة أفضل سيناريو للمخرج ياسر شفيعي عن فيلم «شكوى 713317». ومنحت جائزة صلاح أبو سيف – لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «ضد السينما» للمخرج علي سعيد.
جوائز الجمهور
حقق فيلم «ضايِل عنا عرض» (One More Show) للمخرجين مي سعد وأحمد الدنف جائزة يوسف شريف رزق الله (جائزة الجمهور)، تقديرًا لتصويت الحاضرين، مؤكدًا حضور السينما اللبنانية القوي في الدورة الحالية.
جوائز الأفلام العربية الطويلة
فاز الفيلم الفلسطيني «كان يا ما كان في غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر بجائزة أفضل فيلم عربي طويل، فيما نال الفيلم اللبناني «ثريا حبي» للمخرج نيكولا خوري جائزة أفضل فيلم وثائقي، ليعزز لبنان حضوره في المسابقة العربية هذا العام.
جوائز الأفلام الآسيوية
توج فيلم «عالم النبات» (The Botanist) للمخرج جينج يي بجائزة أفضل فيلم آسيوي طويل (نيتبّاك)، ضمن دعم المهرجان للسينما الآسيوية وتسليط الضوء على الأعمال المتميزة التي تقدم رؤى فنية مبتكرة.
ختام الحفل
أكد حسين فهمي في كلمته على دور السينما في توثيق الواقع وحفظ القصص الإنسانية، مشيدًا بجهود فريق المهرجان والرعاة، بما في ذلك شركة Cred، Fresh، بنك مصر، سبيرو سباتس، Lexus، هيئة تنشيط السياحة، Experience Egypt، Watch It، مصر للطيران، Al Arabia United، هيئة الأفلام السعودية، VOX Cinemas، DMC، FP7، France 24، مونت كارلو الدولية، محمد الصغير، وفندق سوفيتل. كما أثنى على مساهمة كل فرق العمل من إدارة المهرجان، الموسيقي شاشو One Man Band، والفريق المسؤول عن السجادة الحمراء والقاعات السينمائية.
اختتم الحفل وسط أجواء احتفالية، مؤكدًا استمرار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في كونه منصة رائدة لتعزيز حضور السينما العربية والعالمية، ودعم المواهب الجديدة، وإتاحة فرص الحوار الثقافي بين السينمائيين من مختلف أنحاء العالم.