TRENDING
أخبار هواكم

فيلم «اليعسوب» يلفت الأنظار في مهرجان القاهرة السينمائي

فيلم «اليعسوب» يلفت الأنظار في مهرجان القاهرة السينمائي

استقبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عرض فيلم «اليعسوب» وسط حضور كبير من النقاد وصنّاع السينما والجمهور، الذين ملأوا القاعة الرئيسة لمتابعة العمل في أحد عروضه الأولى بالمنطقة. أجواء العرض حملت الكثير من الاهتمام والفضول، خصوصًا بعد أن أصبح الفيلم من أكثر الأعمال المنتظرة في الدورة الحالية.


يقدّم الفيلم، الذي يمتد نحو ساعتين، رؤية سينمائية ناضجة من مخرجه الشاب، الذي اختار أن يبني حكايته على رحلة شخصية معقّدة تبدأ بعودة شاب إلى قريته بعد سنوات طويلة من الابتعاد. ورغم بساطة الانطلاق، إلا أن القصة سرعان ما تتحوّل إلى مواجهة مؤلمة بين البطل وذكرياته، حيث تستعاد طفولة مضطربة وأسرار ظلت مختبئة لسنوات. ويقدّم الفيلم هذه الرحلة عبر إيقاع هادئ وصور محمّلة بدلالات، ما يمنحه طابعًا إنسانيًا يتجاوز مجرد السرد التقليدي.



تتحرك ببطء وكأنها تراقب الشخصيات من بعيد. هذا الأسلوب عزّز الشعور بأن البطل وعالمه الداخلي هما محور السرد الأساسي. كما خلق المخرج تباينًا واضحًا بين قتامة ما يحمله البطل في داخله وبين اتساع الطبيعة حوله، وهو ما أضاف بعدًا بصريًا يعكس الصراع الداخلي للشخصية.

عقب انتهاء العرض، عُقدت ندوة حضرها العديد من المشاهدين. تحدّث فيها المخرج عن المصاعب التي واجهته أثناء التصوير، وأشار إلى أن الفيلم يستند إلى تجارب ذاتية ولكن من دون أن يكون سيرة شخصية. وشرح أن اختيار اسم «اليعسوب» لم يكن اعتباطيًا، فالحشرة التي تعيش تحوّلًا بين الماء والهواء تشبه تمامًا رحلة البطل الذي يحاول إعادة تكوين نفسه.

وبانضمام هذا العمل إلى برنامج المهرجان، يضيف «اليعسوب» قيمة فنية جديدة إلى الدورة الحالية، كونه من الأفلام التي لا تكتفي برواية قصة، بل تطرح أسئلة عميقة حول الهوية والذاكرة والمصالحة مع الذات. وهي أسئلة بقيت واضحة في ردود فعل الجمهور حتى بعد مغادرتهم القاعة.