هناك أغاني تأتي كنسيم رقيق، لا يهدر صخبها في الأسماع، لكنها تترك أثرها في الذاكرة…
"طلعت شمسا" هي واحدة من تلك الأغاني التي تحبها وتروق لك لكن لا تصفعك بجمالها ولا تأخذها معك حيث ما شئت. أغنية لو أتت تستمتع بها لكن لا تخلق حالة ولا تصبح أمثولة.
أغنية ملحم زين الجديدة، من كلمات وألحان جومانا جمال، التي كانت من المفترض أن تطل بصوت فضل شاكر، لكنها انتقلت إلى ملحم كعربون محبة وصداقة، تحمل في طياتها قصّة أكبر من الكلمات نفسها.

العمل البصري المرافق، من إنتاج بلاتينوم ريكوردز، يستحضر سحر الأبيض والأسود، مع لمسة ذكاء اصطناعي سينمائي، يفتح لنا أبواب الستينيات برومانسية كلاسيكية، وكأن الزمن توقف لحظة ليستمع لصوت زين، هادئاً، ساكناً، ينساب كما لو كان يهمس لترانيم طفلة تبحث عن النوم.
في "طلعت شمسا"، لم نسمع قوة صاخبة، ولم تسرق الكلمات الأضواء، بل جاء الصوت مخملياً، ناعماً، حاملاً الحنين دون صخب. أسلوب جومانا جمال المعروف بالهدوء والبوح الخفي، ينساب مع اللحن وكأنه رسالة سرية، رومانسية بلا فوضى، رقيقة بلا افتعال. وصوت ملحم زين أكبر من ذلك فبدا كأنه يقفل أو يكمم عند اخر كل شطر من الاغنية.
ربما لم تحقق الأغنية الصدى الكبير الذي عرفناه مع "أنت مشيتي" أو "نامي"، لكنها تظل أغنية للوجدان، أكثر قرباً للروح منها للجماهير، هادئة لكنها صادقة، بسيطة لكنها مفعمة بالوفاء.
"طلعت شمسا" أشبه بهمسة موسيقية، وسطر وفاء بين فنانين، يهمس لنا أن بعض الجمال يكمن في الهدوء والسكينة. ولكنها أغنية لا تصل الى القمة المرجوة التي عرفها ملحم زين والتي عرفها فضل شاكر.