يعيش مسلسل "سلمى" في حلقاته الختامية حالة واضحة من التراجع في الإيقاع الدرامي. فبدل أن تتصاعد الأحداث نحو ذروة مشدودة، انزلقت الحلقات إلى مساحات من التطويل والحشو، ما جعل العديد من التفاصيل تبدو مبتورة أو بلا معنى. ومع اقتراب النهاية، برزت ملاحظات لافتة حول اختفاء شخصيات وأحداث محورية من دون أي تفسير منطقي داخل السياق.
شخصيات اختفت فجأة
أبرز هذه الملاحظات كانت اختفاء حليم وهيام ونجيب بشكل كامل.
حليم (سعد مينا)، الذي كان يعيش قصة حب مع هيفا (نانسي خوري) ويحارب من أجلها، اختفى فجأة وبمجرد غيابه، اختفى أيضًا حضور زوجته هيام (ميراي بانوسيان) ووالدها نجيب (خالد السيد)، وكأن الخط الدرامي بأكمله أزيل دفعة واحدة.
خط هادي وديما… بداية واضحة ونهاية مبتورة
العلاقة بين هادي (وسام صباغ) وديما (رنا كرم) بدأت بتصاعد واضح، مستنسخة نمطًا مألوفًا من المسلسلات التركية. لكنّ هذا الخط أيضًا توقّف فجأة مع اختفاء هادي من دون مبرّر، فبقيت القصة معلّقة بلا نهاية.
أدوات وذكريات… اختفت كما لو لم تكن
من بين التفاصيل اللافتة، اختفاء دراجة جولي التي أهداها لها نديم (نقولا دانيال) في عيد ميلادها. الدراجة التي مثّلت حلم جولي ورمزًا مهمًا في تطوّر علاقتها بالجد نديم، اختفت ببساطة من المنزل، من دون أي ذكر أو تبرير.
جلال ووالدته… جرح لم يُستكمل
مقتل والدة جلال (نغم أبو شديد) كان من أهم الصدمات في الأحداث، خصوصًا مع المشهد القاسي الذي نبش فيه قبرها بيديه. ورغم ذلك، لم يأتِ جلال (نيكولا معوض) على ذكرها لاحقًا، ولم يُستثمر هذا الحدث في تطوّر الشخصية، وكأنه وقع خارج تأثيره الطبيعي.
راجي… خروج بلا تفسير
كما اختفى راجي، حبيب ميرنا (ستيفاني عطا الله)، فجأة ومن دون أي معالجة درامية، لتبقى قصته معلّقة بلا خاتمة.
نصوص ناقصة وثغرات واضحة
هذا التراكم من الأحداث غير المكتملة، والشخصيات التي تُحذف من دون مقدمات، يشير بوضوح إلى أنّ النصوص سُلّمت للممثلين ناقصة، وأنّ صناع العمل لم ينجحوا في سدّ الثغرات التي ظهرت عند التنفيذ. ومع عرض الحلقات، برزت الفجوات بشكل أوضح، ما جعل المشاهد يشعر بارتباك البناء الدرامي وفقدان التماسك.
في النهاية، لا يكمن الخلل في الاختفاء بحد ذاته، بل في غياب أي منطق يبرره، ما جعل حلقات الختام تبدو مفكّكة، وأفقد مسلسل "سلمى" الكثير من زخمه الدرامي.