زهير مراد يخيط الزمن بأزياء برقت بين فن الشباب وفن مخضرم محفوظ في خوابي الذاكرة.
لمعت بصمته في حفل "جوي أوردز" في الرياض بنسخته الرابعة. لا يمكن أن يمر عمله دون أن تعلق العيون بروح الفن الموشوم بالجمال.
ثوب الرجوع والشوق لنجاة
الكبار لا يليق بهم إلا أمثالهم. فالعظمة تهوى مثيلها وهو ترك روحه تغزل فوق ثوب الفنانة القديرة نجاة. أخاط الشوق والرجوع برقاً. البس القامة والصوت لوناً سكرياً فراحت تصول بصوتها ورحنا نشرب لقاء العودة صورة ونغماً وسمعاً.
بلون سكري بطعم الحلوى، أطلت صاحبة الصوت العابر للزمن نجاة تغني "عيون القلب" رائعتها الغنائية بعد غياب طال كثيراً. وجاءت على إيقاع الحب تعيد تسطير ما فات بطلة براقة بثوب يليق بقامة الفن الذي يعيش أبداً.
ثوب مكمم مرفوع الياقة واسع الوفاض شياكة وبرق. لون خجول لا هو صافع ولا هو خافت. بل لون فيه خجل وفيه ثقل وتموجات بريقه تسكن العين التي ترى وتلائم النغم الشجي الذي يُسمع.
طلة الرجوع هذه تستحق كبير المصممين أن يلبسها من روحه المبدعة. وزهير مراد سطر هذه الثنائية بكل مثالية. فأتى الظهور بحجم الانتظار جمالاً وشوقاً وغمرة حنين.
ثوب الحيوية والحرية لأنابيلا هلال
وكما زهير مراد يبدع في تسطير لب التاريخ والغرف من جوفه، هو أيضاً يبدع في نحت العصري واللعب عند حفافيه. فمع أنابيلا هلال كان له لقاء آخر من جمال مختلف. الملكة التي ما زالت تصهل في مسرح العين والكاميرا، كانت طلتها نضرة بالثوب المقطع ألواناً وتنورته الفضفاضة وكأن بها تغزل الحاضر بخيوط الشباب والعصرية مزينة بالعقد الماسي والزمردي في العنق يضفي بريقاً جذاباً لصاحبة قامة لها شأن في الجمال العالمي. والشعر المفرود يحكي كامل القصة في حرية شابة تنضح حركة وحيوية.
ثوب الضوء الأسود لأمل بشوشة
وعندما ينسدل الليل يأتي الأسود ليوشوش بأسراره غير المباحة. فمراد أفشى سره بالكامل مع ثوب أمل بشوشة التي تألقت في "جوي أوردز" بالثوب الأسود الموشى بالبريق، ولم يكن سوى ثوب الضوء ولم يكن سره مخفياً بل ظاهراً للعيان.
سبعة مفتوحة ناحية الصدر وأخرى على طول الساق، والعقد الماسي الناعم يتوهج على العنق. والبرق الفضي يسطع على طول القامة في خط متوازي مع القامة الطويلة. مسطراً خيط نور وسط ظلال العتمة.