TRENDING
حين يُحاكَم الخيال: طارق سويد يُدين الحكايات ويُنصف النساء في

"شي Tik Tok شي تيعا" ليست مسرحية خفيفة كما يبدو من عنوانها، ولا مسرحية تعالج تداعيات مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل هي ست مسرحيات منفصلة سبق أن خاض كاتبها طارق سويد تجربة مماثلة قبل أشهر، عندما قدّم "مش مسرحية" مع طلابه الذين درسوا على يديه أساليب الأداء منهم من تفوّق ومنهم من لا يزال يحاول.

ست مسرحيات لكل منها فكرة غير مسبوقة، يتطرّق طارق إلى أمورٍ لم يسبقه إليها أحد من قبل. إلى الروايات العالمية التي تتلى على مسامع الأطفال قبل النوم محمّلة بكمٍ من الإهانات العنصرية للمرأة، سقطت من المحاسبة لشدة تداولها فباتت مألوفة وكأن إهانة لم تقع.


إعادة محاكمة كاتبي "سندريلا" و"بياض الثلج" و"ليلى والذئب" فكرة عبقرية تستحق الثناء.

يطغى الطابع النسوي على المواضيع المعالجة، أراد طارق تكريم والدته التي كانت بين الحاضرين في الصفوف الأمامية، فقدّم لها وللمشاهدين تناولًا موضوعيًا لقضايا النساء من منظور رجلٍ ربّته امرأة علّمته إنصاف الآخرين واحترام النساء، وعدم المرور على قضاياهن وكأن إجحافًا لم يكن.

أفكار المسرحيات الستّة لا تخطر على بال، نسجها فكر طارق المجنون العبقري، العميق، المنصف، الذي اعتاد أن يتماهى مع قضايا الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، أن يعالج قضايا بسخرية سوداء، أن يحوّل المأساة إلى ملهاة دون المرور على الحل وكأنّه مستعصٍ.

بطل المسرحيّة الأوّل هو النّص، الحوار العميق المشبع بأفكارٍ فلسفية وجودية نفسيّة متشابكة، عندما يكتب طارق، لا تسقط من بين يديه جملة ولا حتى حرف.


أما نقاط ضعف المسرحيّة فهي أداء بعض الطلاّب. يحاولون الاجتهاد لكنّ للموهبة الكلمة الأخيرة، بعضهم موهوب يؤدّي ببراعة ممثلٍ مخضرم، ومنهم لا يزال في طور المحاولة، وجمعهم في مسرحية واحدة كان لينتقص من موهبة الموهوب، ويقلّل من قيمة النّص ويدفع المشاهد إلى عدم أخذ الأمور بجديّة، لولا البراعة التي جعلت من النّص بحواره وأفكاره البطل الأوّل، بعده يضيف الأبطال ولا ينتقصون.

"شي Tik Tok شي تيعا" مسرحية لطارق سويد تقدّم على مسرح "الأتينيه" جونية، تستحق المشاهدة بدون تردّد.