TRENDING
كلاسيكيات

بين لعنة الجمال ولعنة مارلين مونرو: مذكرات برلنتي عبدالحميد تكشف السقوط والنجاة

بين لعنة الجمال ولعنة مارلين مونرو: مذكرات برلنتي عبدالحميد تكشف السقوط والنجاة

في صفحات من مذكراتها، كشفت الفنانة الراحلة برلنتي عبدالحميد عن صراع نفسي وفني طويل، بدأت فصوله مبكرًا مع الشهرة، وتحوّل إلى معركة وجودية بين الصورة المفروضة عليها والذات التي أرادت أن تكونها. شهادة إنسانية قاسية عن ثمن الجمال، وضريبة النجاح السريع، وطريق الخلاص بالإرادة والوعي.

بدايات بين القهر والحلم

ولدت برلنتي عبدالحميد في حي السيدة زينب، ونشأت في بيئة محافظة، حيث القيم الدينية و«ولاد البلد». في السادسة عشرة من عمرها، وجدت نفسها أمام أول اختبار قاسٍ حين فضّلت الاستقالة من عملها كمدرسة، هربًا من طمع ناظر المدرسة وخشية ضغط الأسرة. كان الحلم واضحًا: أن تصبح صحفية مثقفة، لا أسيرة قالب اجتماعي ضيق.

من الصحافة إلى التمثيل… ولعنة الجمال ولعنة مونرو

خطوتها الأولى كانت مقالًا بعنوان «فيتامينات الفن» نشره عثمان العنتبلي، الذي شجّعها على دراسة النقد بمعهد التمثيل. غير أن «لعنة الجمال» و«لعنة مارلين مونرو» لاحقتها؛ إذ قرر زكي طليمات نقلها من قسم النقد إلى قسم التمثيل. لم تعترض الأسرة، فالمعهد كان يمنح الطالبات ستة جنيهات شهريًا. هكذا بدأت الرحلة من الخشبة، بدور إغراء في مسرحية «الصعلوك»، لتتشابك الخيوط حولها أكثر.

النجاح السريع… واليقظة المؤلمة

حققت برلنتي شهرة واسعة، وقدّمت أكثر من مئة فيلم بطولة. لكنها بعد سنوات، توقفت لتُغربل التجربة وتستعرض أعمالها لتكتشف أن أقل من خمسة أفلام فقط تستحق الاعتزاز. شعرت بالخزي والخذلان، إذ أدركت أن الشهرة والمادة قد أعمتها عن الثقافة والأدب واللغات التي أتقنتها منذ الصغر، تمامًا كما واجهت مارلين مونرو صعوبة التخلص من أدوار الإثارة التي كبّلتها.

رفض الإثارة… إرادة تتجاوز المال

بدأت برلنتي برفض أدوار الإغراء، وخسرت في عام واحد 10 آلاف جنيه مقابل خمسة أفلام رفضتها، لكنها شعرت بسعادة نادرة لأنها انتزعت إرادتها واستعادت حقها في الاختيار. شاعت إشاعات اعتزالها في الوسط الفني، فابتعد المنتجون عنها، وعاشت عزلة فرضتها على نفسها، مكرسة وقتها للقراءة والدراسة وتطوير الذات.

العودة… النجاح بعيدا عن القوالب

لم تمر فترة طويلة حتى عُرض عليها بطولة مسرحية «العش الهادئ» وحققت نجاحًا كبيرًا، مما أثبت أن الفنانة قادرة على التميز خارج الأدوار التي اشتهرت بها. تدريجيًا، بدأ الوسط الفني يدرك أهمية احترام اختيارات الفنانة، ليؤمن حقها في التطور وتقديم أدوار مختلفة تثبت جدارتها وكفاءتها بعيدًا عن قيود الشهرة والمال ولعنة الجمال التي رافقتها منذ البداية.