رحلت الفنانة المصرية سمية الألفي اليوم عن عالمنا، بعد صراع طويل ومؤلم مع مرض السرطان، لتطوي صفحة واحدة من أكثر القصص الإنسانية قسوة في حياة فنانة عُرفت بالقوة والهدوء والصبر، وترك خبر وفاتها حالة من الحزن العميق بين جمهورها وزملائها في الوسط الفني.

معركة صحية قاسية مع ورم نادر
خلال السنوات الأخيرة، واجهت سمية الألفي أزمة صحية بالغة الصعوبة بعد إصابتها بورم نادر صنّفه الأطباء ضمن أخطر وأندر أنواع السرطان. التشخيص شكّل صدمة كبيرة لها ولأسرتها، ودفعها إلى بدء رحلة علاج شاقة استلزمت السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث خضعت لعدد من العمليات الجراحية الدقيقة على فترات متقطعة، وسط متابعة طبية معقّدة.

شجاعة في مواجهة المرض
على الرغم من قسوة الألم والتحديات الجسدية والنفسية التي رافقت العلاج، أظهرت سمية الألفي صلابة لافتة وإرادة قوية في مواجهة المرض. وبفضل دعم أسرتها، خصوصاً نجلها الفنان أحمد الفيشاوي، استطاعت في مرحلة سابقة أن تعلن تعافيها، مؤكدة في تصريحات إعلامية تمسكها بالأمل وثقتها في الأطباء، مشيدة بالكفاءات الطبية الشابة في مصر. إلا أن المرض عاد لاحقاً بصورة أشد شراسة، لتدخل النجمة في فصل أخير من المعاناة انتهى برحيلها.

أزمات متتالية زادت من قسوة الرحلة
لم تقتصر معاناة سمية الألفي على المرض فقط، بل تزامنت رحلتها العلاجية مع أزمات إنسانية صعبة، أبرزها احتراق منزلها بالكامل في يونيو 2024 نتيجة ماس كهربائي، ما اضطرها إلى الانتقال للإقامة مع نجلها أحمد الفيشاوي. ورغم الخسارة الكبيرة، حرصت وقتها على طمأنة جمهورها، مؤكدة أن سلامتها هي الأهم.

محطات من حياتها الفنية
وُلدت سمية الألفي في 23 يوليو عام 1953 بمحافظة الشرقية، ودرست علم الاجتماع بكلية الآداب، قبل أن يقودها شغفها بالفن إلى عالم التمثيل في سبعينيات القرن الماضي. وقدّمت خلال مسيرتها أكثر من 100 عمل فني تنوعت بين السينما والدراما والمسرح، وحققت حضوراً مميزاً في أعمال بارزة، من بينها ليالي الحلمية، بوابة الحلواني، الراية البيضا، دماء بعد منتصف الليل، والعطار والسبع بنات.

حياة شخصية مليئة بالتجارب
على الصعيد الشخصي، تزوجت سمية الألفي أربع مرات، كان أبرزها زواجها من الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وأنجبت منه ابنيها عمر وأحمد. ورغم الانفصال، ظلت العلاقة بينهما محل تقدير واحترام، وهو ما أكده أحمد الفيشاوي في أكثر من مناسبة، مشيراً إلى قوة شخصية والدته وقدرتها على التحمل.
برحيل سمية الألفي، يفقد الوسط الفني فنانة تركت بصمة واضحة بأدوارها الهادئة والعميقة، ويودّع الجمهور قصة إنسانية مؤلمة لامرأة واجهت المرض والأزمات بشجاعة حتى اللحظة الأخيرة.