TRENDING
كارول سماحة تشعل بيروت هول… عيدٌ يُغنّى بصوت الحياة


أشعلت كارول سماحة حفل "بيروت هول" صخباً وفوضى جميلة، أعادت فيها روح الأعياد إلى معناها الحقيقي. حضرت بالأخضر، كشجرة شوح تغنّي أعياد الميلاد، وتحيي حفلاً يتأرجح بين الإيقاع الراقص والأنغام الرومانسية . لونٌ له رمزيته في هذا الوقت من السنة، قصدت به كارول أن تكون عدّتها كاملة: معنى العيد بخضرته، وبدايته المفعمة بالحياة. ومن أكثر من كارول قادر، بصوته وحضوره، أن يمنح العيد مكانته ومعناه؟


تحت عنوان "وقت الحب" غنت كارول سماحة وسط ناسها في بيروت هول. لم تكن هذه الحفلة عابرة ولا سهرة تمرّ، بل مساحة مشبعة بالشغف والغناء والرقص والترنّح. أكثر من ساعة ونصف مقطوفة من وقت الفرح، قدّمتها كارول كنجمة تعرف كيف تصنع البهجة، وتنشر الفن برتبة احترافية، ومكانة ملكة تجيد الحضور المسرحي والغناء بصوت القلب والروح.

امتلكت كارول مفاتيح الجميع في حفلها، فغنّت من قديمها وجديدها. على إيقاع الصوت الكبير وموسيقى الحب، رقص الجميع، هيصوا، وسافروا في رحلة يقودها صوت يعيدنا إلى الفن النضر وملكه. صوت يبرق ويصدح كماءٍ متسلّل من صخرٍ نقيّ، جبّار، يحفر أثره أينما وقع. صوت يعبر بين الأنماط الموسيقية بسلاسة فتعلو ثم تهبط كأنها أرجوحة الروح تصل بالمستمع الى الشواهق ثم تعيده طريح الحلم مستكيناً عند حافة النغم.


آهٌ واحدة منها كانت كفيلة بأن تُسمّر الجميع في أماكنهم؛ سفرٌ على حبال الحنجرة الذهبية، ثم انفجار كفتيل نار مسّه السحر.

سيدة المسرح وملكته لم تنسَ أن ترفع تحيّة إلى روح زياد، الذي قالت عنه إنه لسان كل الناس، وإن أغانيه رسالة في الإنسانية. فنان متقشّف، لم تعنه الشهرة ولا الظهور، بل كان يعنيه الإنسان. ومن روح ذكراه، غنّت له: «ما بتنترك وحدك".

كارول لا تغنّي بصوتها فقط، بل بكل ما تملكه من إحساس. من «أضواء الشهرة» و«طلع في هيك» و«شلتك من قلبي» إلى «نفس»، أغنيات بنكهة درامية تضيف إليها من روحها، فتجسّد بصوتها قصص الأغاني ومعانيها. تسأل، تنوح، تتحسّر، ثم تفيض كثورة عارمة تزلزل المسرح بأدائها، بحرفيتها، وبقفلات أغانيها التي كانت تشعل الـ«آه» في صوتٍ جماعي، لجمهور غصّ به بيروت هول، مستسلماً لسحر الصوت ولسيدته.

استطاعت كارول سماحة في حفلها أن تصنع من السهرة عيداً ومن الليل ذاكرة. غنّت الهادئ الرومانسي، وغنّت الإيقاعات، رقصت وجابت المسرح بخطواتها، وعلى إيقاع الحركة واللحن كان الجمهور يهبّ كأنه ممسوس بلغة الفن، تلك اللغة التي تصنع الروح، وتخلق من العتمة ألقاً.

حضور كارول في ليالي الأعياد جاء كهدية كحالة قادرة على صنع الأجواء وإنارة الاضواء. ينتهي الحفل تخرج من المسرح ويبقى صدى صوتها

ساكن في النفوس مؤكدة مرة بعد مرة أن بيروت حيت تغني مع كارول لا تكون إلا حية.