تؤكد كيت ميدلتون في كل ظهور لها بأن التواضع سمة في شخصها وهذه الصفة تنعكس على طباعها واختياراتها.
واكثر ما بدا هذا التواضع في إعادة ارتداء الملابس، والابتعاد عن الاستعراض، حيث بات جزءاً أصيلاً من صورتها العامة،. كيت لا تبحث عن الإدهاش، بل عن الاتزان، ولا تقدّم الموضة كترفٍ ملكي، بل كلغة هادئة تحترم الناس والمناسبة والزمن.
إطلالة الميلاد المستعادة
من هذا المنطلق، جاءت إطلالتها في قدّاس عيد الميلاد في ساندرينغهام لتمنح الأناقة الملكية بُعداً أكثر نضجاً وعمقاً. اختيارها لم يكن مفاجئاً؛ إذ اعتدنا أن نراها وفية لخطّ كلاسيكي متكرر، يعكس فهماً واعياً للاستدامة ولجمالية القطع الخالدة. معطف كلاسيكي سبق أن ارتدته في مناسبات مختلفة، أعادت تقديمه هذا العام بثقة امرأة تعرف تماماً أن الاستمرارية في الأسلوب هي جوهر الذوق الرفيع.
المعطف الانيق المكرر
المعطف، الذي لم يغب عن ذاكرة المتابعين، استمد قوّته تحديداً من كونه مألوفاً. فإعادة ارتداء القطعة نفسها في مناسبة رسمية بحجم عيد الميلاد الملكي ليست تكراراً، بل موقف واضح ورسالة صامتة. لطالما استخدمت كيت الموضة كأداة ذكية: احترام للتقاليد، ووعي معاصر بقيمة القطع طويلة العمر، بعيداً عن منطق الاستهلاك الموسمي السريع.
تفاصيل الإطلالة: اجتمعت فيها عدة دور أناقة
تميّز معطف أميرة ويلز من توقيع Blaze Milano بقصّة مستقيمة من طراز “دوبتي” وطول مدروس، مع نقش المربّعات الكلاسيكي بألوان توحي بالدفء والرصانة، وهي عناصر تتكرر في خزانتها الشتوية. نسّقته مع تنّورة معتدلة الطول بنقشة المربعات وتفصيل الثنيات (Pleated Checked Wool-Twill Midi Skirt) من Gucci، في توليفة لا ترتبط بزمن محدد، ما يسمح بإعادة تنسيقها عاماً بعد عام دون أن تفقد حضورها أو معناها.
الإكسسوارات جاءت متناغمة مع الإطلالة، وكأنها امتداد طبيعي للمعطف لا عناصر مستقلة تبحث عن لفت الانتباه. اعتمرت كيت قبعة بنّية اللون (Peachbloom Felt Lace Percher Hat in Chocolate Brown) من تصميم Juliette Millinery، مزيّنة بزهرتين مخرّمتين، وأكملت اللوك بقفّازين باللون نفسه (Imogen Silk Cotton Gloves) من Cornelia James. كما لفّت عنقها بمنديل حريري مطبّع برسومات مستوحاة من طبيعة الخريف (Silk Scarf in Autumn Partridge) من Really Wild، وانتعلت جزمة من الجلد المخملي الناعم باللون البنّي من Gianvito Rossi، نسّقتها مع حقيبة يد من السويد باللون نفسه (The Small Hudson in Mocha Suede) من DeMellier. أما اللمسة الأخيرة فجاءت عبر قرطين من الذهب الثلاثي الألوان (Trinity Earrings) من Cartier، أضافا رقيّاً هادئاً بلا مبالغة.
في زمن أصبحت فيه إعادة ارتداء الملابس عنواناً عالمياً للنقاش، تقدّم كيت ميدلتون النموذج الأكثر رقيّاً لهذا التوجّه. فاختيارها لمعطف مألوف في مناسبة رسمية كبرى لا يعكس فقط ذوقاً مدروساً، بل يرسّخ صورة أميرة تفهم دورها العام، وتستخدم الموضة كلغة قيم ومسؤولية.