في 20 مايو 2022، رحل عن عالمنا الفنان الكبير سمير صبري، لكن ذكراه لم ترتبط فقط بما قدّمه من أعمال فنية، بل بما تركه من أثر إنساني نادر، جعل اسمه يُذكر بالخير قبل الفن، وبالمواقف قبل الأدوار.

الجانب الإنساني يسبق الأضواء
عقب رحيله، انشغل كثيرون بالحديث عن إنسانيته أكثر من تاريخه الفني الطويل. حكايات لا تُحصى عن دعمه للمحتاجين، وتبرعاته في صمت، ووقوفه بجانب أي شخص يطلب المساعدة، إلى جانب حرصه الدائم على حضور العزاءات وزيارة المرضى دون تمييز بين كبير أو صغير.
هذا الحضور الإنساني لم يكن صدفة، بل امتدادًا لطبيعته الطيبة، كما كان يردد دائمًا، ولدرس تعلّمه مبكرًا في حياته.

أستاذ الإنجليزي… المعلم الحقيقي
كشف سمير صبري في أكثر من لقاء تلفزيوني أن أستاذ اللغة الإنجليزية كان من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تكوينه الإنساني. لم يعلّمه اللغة فقط، بل علّمه فلسفة حياة كاملة، تقوم على إسعاد الآخرين كطريق حقيقي للسعادة.
سؤال قبل النوم
من أكثر المقولات التي كان يعتز بها سمير صبري، ما تعلّمه من أستاذه، حيث قال:
"الأستاذ ده علّمني حاجة مهمة أوي… إني أسأل نفسي كل يوم قبل ما أنام: هل أنا أسعدت حد النهارده بفعل أو حتى بكلمة؟ لو الإجابة آه، أنام مرتاح وسعيد. ولو لا، أحاول تاني يوم أعمل حاجة تفرّح حد، علشان أقدر أعيش سعيد."
كانت هذه الفلسفة البسيطة، كما وصفها، هي البوصلة التي وجّهت سلوكه الإنساني طوال حياته.

ذكرى ميلاد لا تغيب
اليوم، 27 ديسمبر، تحل ذكرى ميلاد الفنان الراحل سمير صبري، الذي وُلد عام 1946، ولو كان بيننا لبلغ عامه الثمانين. وفي هذه المناسبة، نستعيد سيرة فنان لم يكن حضوره في الحياة أقل قيمة من حضوره على الشاشة.
سمير صبري لم يكن مجرد نجم، بل حالة إنسانية خاصة، تثبت أن الفن الحقيقي يبدأ من القلب… وينتهي عند الناس.