TRENDING

From the ashes” " أو "جرس إنذار" فيلم سعودي يعرض حالياً على منصة "نتفليكس" يرقى لأن يكون فيلماً على قائمة الأفلام الجيدة. فيلم مؤثر بكافة عناصره أداءً وقصة وشخصيات تمس مشاعرنا.

قصة الفيلم

 تدور أحداث الفيلم في مدرسة للفتيات في مدينة جدة السعودية، حين يندلع حريق مفاجئ ومجهول في الطابق الأرضي، تهرب إحدى المعلمات لدق جرس الإنذار الذي كان معطلاً وتطلب من طالباتها إخلاء المكان على الفور، لم يكن واضحًا ما إذا كان الحريق مفتعلًا أم مجرد حادث!

يتبين في الدقيقة الأخيرة من الفيلم السبب خلف هذا الحريق. بعد أن يفتح التحقيق في حريق ذهب ضحيته طالبة ومعلمة، وأصيبت العديد من الطالبات والعاملات في المدرسة بحروق كبيرة.   

يمر أكثر من نصف ساعة من الفيلم لتوصيف علاقة الطلبة بالمعلمات، وإلقاء الضوء على سلوك بعضهن في المشاغبة وطريقة التنمر فيما بينهن.

هذا الحيّز يأخذ وقتاً طويلاً من أحداث الفيلم، وخلاله يتبين لنا أسلوب التعليم وكيفية معاملة الطالبات في المدرسة، والأجواء التربوية التي كانت سائدة في حينه.


حبكة الفيلم الصادمة

المستفز في هذا الفيلم طريقة التنمر القاسية والشيطانية لدى بعض الطالبات، ومدى قسوة هذا السلوك على البعض الآخر.

كما يبيّن عدم اتخاذ أي إجراء من قبل الإدارة حول هذا السلوك المدمّر، بل غض النظر عنه تحت شعار أن مقاومة التّنمر ليست بذات أهمية في حياة مليئة بالقساوة والإجحاف.

 ويتضح لنا عقلية الأم المديرة التي مفترض أن تكون تربوية وواعية، مدى قسوتها على ابنتها الوحيدة وأسلوب الإحباط المدمر واستعمالها كخط دفاع ضد طليقها الذي ما زالت المحاكم دائرة بينهما.

ترتفع شرارة القسوة عندما يندلع الحريق الذي كان يمكن النجاة منه أو الخروج بأضرار أقل، لولا إقفال بوابة المدرسة وعدم القدرة على مغادرة محيطها المقفل بالكامل. والسبب في هذا الإجراء من إقفال المدرسة وتحويلها إلى سجن حتى لا يتم مشاهدة الطالبات سافرات.

لم يذعن حارس المدرسة لضميره ولا لصراخ المعلمات أو الطالبات، بل تركهن يحترقن في الداخل. فرؤية حرقهن أسهل عليه وربما على المجتمع من أن تظهر الفتيات سافرات أمام رجال الإطفاء وفرق الإغاثة.


المشهد الجلل

الهدف من كل هذا الفيلم إلقاء الضوء على تلك العقلية المريضة، وهو إحراق الفتاة أهون من أن تظهر مكشوفة الرأس. ومن خلف هذا المشهد يمكن التكهن بمدى القسوة الجائرة التي تعامل بها المرأة أو الفتاة في المجتمع.

فمشهد صراخ الطالبات والمعلمات والنجدة موجودة خلف الباب الذي تم إقفاله ورفض الحارس فتحه ونجدتهم، أو فتح مجرى هواء نظيف لهم، مشهد قاتل إنسانياً.

تظن لوهلة أن هذا التصوير مهزلة وغير واقعي وخيالي لحد الهرطقة. لكن هذا المشهد حقيقي وواقعي ويحدث باستمرار، عندما نعرف أن هذه الحادثة قد وقعت فعلاً، وأن هذه الاحداث ليست من صنع الخيال بل تتماثل وتتطابق بوجهها مع ما حدث على ارض الواقع.


القسوة ليست فيلماً بل حقيقة وواقع

 فيلم "جرس الأنذار " مستوحى من قصّة واقعية وحقيقية، فبالعودة إلى عام 2002، يشتعل حريق في المدرسة المتوسطة رقم31 في مكة المكرمة، حيث كان يتواجد فيها 835 طالبه و55 من العاملات وقد توفيت 15 طالبة وأصيبت الأخريات بجروح وحروق، وذلك بعد منع رجال الإطفاء من دخول المكان كي لا يرون الفتيات دون حجاب.

وذكر في ذلك الوقت أن الحريق سببه ماس كهربائي، إلَّا أن تحقيقات ذكرت أنه بسبب السجائر.


بطلات الفيلم

"جرس إنذار" واحد من الأفلام السعودية التي ترقى للعالمية بكل تفاصيله إخراجاً وأداء الممثلات والقصة الجريئة.

هذا العمل من إنتاج استوديوهات Ideation وإخراج خالد فهد، ويشارك فيه نخبة من النجوم الناشئين والمعروفين من بينهم شيماء الطيّب، وخيرية أبو لبن، وأضواء فهد، ودارين البايض، وعائشة الرفاعي، وسيأخذ المشاهدين في رحلة آسرة نحو عالم من الحقيقة المرّة.


    

يقرأون الآن