يأتي صوت سعد رمضان هادر كموج من عطر يهتف بالحب، يزف كل ورود العالم لحبيبته المرتجفة الخائفة الباكية الملمعة بالدمع، وصوت الكلارينيت الحزين يصدح في الأجواء.
صوت رمضان النقي كماء ينزه الحجر. يترقرق فوق خفوت النغم ويصدح أحبك.
ترتفع الوتريات يضج المسرح ويدخل صوت الحبيبة السوبرانو تانيا قسيس بصوت الجرح الغائر بنغم الحزن بكلام العتاب والخوف تقول على خفوت:
"اقرأ صمتي جيداً وأنت لهّاف
سمعتُ كثيراً وما زلتُ أسمع
كلّ ما أخشاه عشقٌ على الأكتاف
وقناعةٌ بحبٍ لا يطمع"
يتعمق الحزن أكثر يصبح المكان وتراً ترتفع الأصداء أعلى. لحن الغوث يشدو ولحن اللهفة يسطع ولحن الألم يعلو. وتانيا تصبح صوتاً من روح:
"رأيتُ، اختبرتُ وعشتُ الرجل المتيمِ
أنا إمرأةٌ بل "أحبّكِ" لا تكتفي"
ملحمة الحب والخذلان ينشدها الثنائي قسيس ورمضان بين جمع وعاطفة ولهفة. صوت النقاء العالي يرصفه رمضان في هذا الديو الذي يأتي فوق أنواع الغناء المعهود. الموسيقى الاوركسترالية نظيفة اللحن، عالية المستوى.
وتانيا قسيس التي لا تسجل عملاً إلا من رفعة. تنشد محترفة ذات مكانة بين الأسماع. صوتها أداء المشاعر وحرقة المرأة الملتاعة الخائفة التي لم يردفها الحب إلا خذلان.
والمايسترو اندرية الحاج يجيد رفع عصاه ليجمع النغم في أوتار العازفين. عمل كبير يقدم بمناسبة الحب وفي كل مناسبة طالما الموسيقى هي شفاء من كل وجع. وهي صوت الكون عندما يصمت الصوت.
"هوى الحب" بين تانيا قسيس وسعد رمضان تحفة موسيقية تسجل نقاء الصوت وجماله ومعنى الكلمة بأحلى معانيها.
اللغة الفصحى هنا تعطيها لباس الفخامة مع عزف الأوركسترا الكبير. وتشذبها لتصبح أغنية كل زمن وحوار بين حبيب كريم وحبيبة ملتاعة تحتاج ضمة لتستكين عند شطأن الأمان.
الأغنية من كلمات وألحان طوني كرم وتوزيع فتشي كلندريان، وقد تمّ تسجيلها مع الـ Armenian State Symphony Orchestra بالتعاون مع الـ Kandinsky Chamber Orchestra في يريفان - أرمينيا.
""هوى امرأة" هي سابع أغنيات ألبوم قسّيس "زمن"، المقرّر طرح أغنياته في الأيام المقبلة، ويتضمّن أربع عشرة أغنية باللهجتين اللبنانية والمصرية، كما باللغة الفصحى.
تقول قسّيس عن "الديو": "هوى امرأة" تلامسني كثيراً لأنّها تمثّل حالتي وحالة الكثير من الفتيات اللواتي مررن بأوقات صعبة بسبب الحبّ."
يبقى أن نذكر أنّه تمّ تصوير هذا العمل في إطار حفل "زمن" على خشبة مسرح كازينو لبنان.