TRENDING
فيروز في مرمى الشائعات والتصويب السياسي

كثيرون يحبون الاستحمام بماء العطر، ولا يوجد عطر أفضل من فيروز حتى يغتسلون.

كثيرون يحبون تبييض صفحاتهم الرمادية والمبهمة وغير المقروءة، ولا كلام واضح أكثر من فيروز.

وكثيرون يريدون وتداً يتكئون عليه، ولا يوجد جذع أقوى من هامتها ليحمل ثقلهم ووهنهم أكثر من فيروز.

تائهون في وحل السياسة ووحل التزّلم ووحل التحيز، ولا يوجد أكثر من فيروز قادرة أن تنقي مسارهم.

يريدون أن يفتحوا لأنفسهم أمكنة عالية وهل هناك قمة أعلى فيروز ليطلوا بها على العالم، ويقولون نحن نحكي ونخطب فصدقوا ما نقول؟

آخر الكلمات اندست كالسم في العسل عن فيروز واعتذارها عن تكريم أو احياء حفلة في المملكة العربية السعودية.

فيروز التي لم تطل على الناس في حفلة منذ أكثر من عقد زمني آخرها كان عام 2011 في مجمع "بلاتيا" لبنان.

فيروز التي لا يراها أحد سوى في مربع القلب. فيروز التي لا تطل ولا تحكي ولا تناقش ولا نعرف منها سوى نغمها الذي لو استطعنا احتواءه لصلينا وصمتنا.

هؤلاء الذين يحبون اجتراح الكلام واجتراره كأنهم قوامون على قرارات السيدة وأكثر معرفة به، يزيدون عليه من مخيلاتهم مبالغ دفعت وإغراءات قُدمت. والسيدة صمت ولا كلام.

فمن يريد أن ينظف أفكاره ليستمع إلى أغانيها ويصمت في حضور العظمة. فهذا الطبشور وهذه التحليلات لا تعنيها.

ومن يريد أن يسوق لسياسة معينة لينحرف عن وطن فيروز، فهو فوق السياسة وأعظم من كتب وأفكار كل السياسيين لأنها من جبلة الله. وجبلة الله أبعد من القوقعة ومن هذا الرخص المتفشي.

هؤلاء المقيدون بكلبشة الأفكار اتركوا فيروز وشأنها فهواها أوسع من مخيلتكم. وأولئك المُتذاكون في تصريحاتهم وتحليلاتهم دعوا السيدة في عزلتها فهي كاسرة للحدود وظافرة بصمتها ونقائها. ولن تبلغوا مُرادها وإن بلغتم فليس أكثر من نفس غنائها لتعرفوا أنكم على قيد الحياة.

بين هذا الشحن والقرقعة الذي يدعي "الفيروزية" وبين فيروز سماء وانقطاع. فهي تصمت لتجمع وتغني لنرتقي. وهم لا يجيدون سوى تدوير الألسن. وهي من ألسنتكم براء.

يقرأون الآن