لو عُرض مسلسل "ع أمل" (بطولة ماغي بوغصن، مهيار خضور، بديع أبو شقرا، كتابة ندين جابر، إخراج رامي حنا، إنتاج إيغل فيلمز)، قبل موجة رضوى الشربيني وياسمين عز، لقلنا إنّ المسلسل يبالغ ويجنح نحو المغالاة على طريقة ما يطلبه المشاهدون، غير أنّ شخصية يسار التي تلعبها ماغي بوغصن، المذيعة النسوية، التي تحمل رواسب جعلتها تكره الرجال دون أن تدري، وتقف في الصفوف الأمامية للدفاع عن النساء وتحريضهن على نيل حقوقهن، ونقل قصصهن من إطارها الشخصي وتحويلها إلى رأي عام، بدت مقنعة ضمن موضة المذيعة التي تلعب دور القاضي والجلاد والمحامي والصديق والخصم المناكف.
انطلاقة المسلسل حملت الكثير، نصف ساعة مليئة بالأحداث، التعريف بالشخصيات ضمن السّياق العام للحلقة بدا موفقاً، أبقت الحلقة على الكثير من الغموض، لكنها رفعت سقف الفضول تجاه الخلفيات التي جاء منها الأبطال. يسار المذيعة التي تجد نفسها في مسرح جريمة رغماً عنها، لا نعرف إذا كانت الجريمة مجرد موقف، أم حدث تبنى عليه تطورات الحلقات المقبلة، لكن بالمجمل الحلقة كانت موفّقة.
في خطٍ درامي موازٍ، مجتمع يصوّر قهر النّساء بعيداً عن البكائيات والغرق في السوداوية، يوميات مجتمعات تبنى فيها الزيجات على تقاليد بالية، كان يمكننا أن نشاهد عروساً تبكي ليلة عرسها وتندب حظها العاثر، لكن ما شاهدناه كان مفاجئاً.
بديع أبو شقرا مخرج البرنامج الذي تقدّمه يسار، يعد بدورٍ حيوي، مهيار خضور بدور أستاذ الجامعة، يحمل في شخصيته غموضاً يحثّ على الفضول والانتظار، باقي الشخصيات لم تتّضح معالهما بعد.
كاميرا رامي حنا رشيقة، التفاصيل مهمة، التقاط اللحظات الدرامية لا يخلو من إبداع، أما نصّ ندين جابر فكالعادة جاء تصاعدياً، رسمت شخصياتها بعناية، لكل شخصية قصّة، لا يوجد دور لزوم ما لا يلزم، في كل لمعة عين تنتظر قصّة تقول الكثير. أقله هذا ما خرجنا به من انطباع تؤكّده أو تنفيه الحلقات المقبلة.
الحكم على المسلسل يلزمه أكثر من خمس حلقات كحدٍ أدنى، أما الحكم على الحلقة الأولى فهو مجرد حكم على انطلاقة المسلسل، انطلاقة يمكن القول إنّها موفقة تحثّ المشاهد على انتظار الحلقة الثانية.