ما أنّ انطلق مسلسل " ع أمل" حتى بدأت الاتهامات تلاحقه، أبرزها استنساخ مسلسل "رحلة الطيور" التركي الذي عرضته "نتفليكس" تحت اسم
as the crow flies (بطولة بيرجي أكلاي وابراهيم تشيليكول).
وبدا أنّ ثمّة حملة منظّمة للنيل من قصّة المسلسل، وإلصاق تهمة الاقتباس بها.
فماذا عن التشابه بين العملين؟ وماذا عن الاختلاف؟ وهل فعلاً "ع أمل" اقتبس قصّته من المسلسل التركي؟
قصّة "رحلة الطيور"
يتألف مسلسل "رحلة الطيور" من موسمين، يروي قصّة المذيعة الشهيرة لالي (بيرجي أكلاي)، التي تحلّق بنجاحها تحت إدارة منتج برنامجها كينان (ابراهيم تشيليكول).
بينهما ثمّة علاقة عاطفية قديمة، انتهت ولم ينتهِ العمل، عادا والتقيا رغم زواج لالي وإنجابها.
برنامجها اجتماعي، هي ليست نسوية، ولا تنصّب نفسها مدافعة عن حقوق المرأة.
إحدى الطموحات الجميلات آصلي (ميراي دانر)، مهووسة بلالي، هوس يصل إلى حد قيامها بالتآمر عليها لتحلّ مكانها. تخلي لالي مكانها وتفضّل الجلوس في منزلها، لتتصدّر بعدها لالي المشهد.
في الموسم الثاني، تعود لالي إلى العمل، ويبدأ الصراع بين الجيل الجديد من المقدّمين والجيل القديم المخضرم، فهل تكون الغلبة لصالح الجديد؟ أم لصالح سنوات الخبرة المتراكمة؟
التشابه بين "رحلة الطيور" و "ع أمل"
لا تشابه بين المسلسلين سوى بعمل البطلة، غير أن بطلة "ع أمل" يسار (ماغي بو غصن)، مذيعة نسوية، لا تناصر حقوق النساء فحسب، بل تجعل من مشاكلهن قضيّتها.
قادمة من وجعٍ وقهر، لديها الكثير من الأسرار، من بينها وجود ابنتين هما أكبر أسرارها. بينما لالي متزوجة وأم لابنتين، تعيش حياةً مستقرّة، لا يزعزعها سوى حنينها لحبّها القديم.
التشابه بين العملين أيضاً، العلاقة الشائكة التي تربط المذيعة بمنتج برنامجها، لالي تعيش صراعاً كونها امرأة متزوجة، بينما لا شيء من هذا القبيل في علاقة يسار وجلال (بديع أبو شقرا)، مجرد إنكار من المذيعة الناقمة على الرجال، مجرد رفضٍ للاعتراف بحبّ تعتبره نقطة ضعفها.
ماذا عن نقاط التشابه أيضاً؟ لا شيء.. القصّة الأولى تأخذ طابع الصراع المهني، بينما الثانية تدور حول تقاليد مجتمع يدفن النساء وهنّ أحياء.
الحملة على مسلسل "ع أمل" تبدو مبرمجة، استبقت الأحداث محاولة رمي اتهامات، يصدّقها من لم يشاهد المسلسل التركي الموجود على "نتفليكس"، والذي تكفي مشاهدة حلقة منه للتأكّد من أنّ المسلسل اللبناني مبتكر من كاتبته ندين جابر، مقتبس من قهر النساء ووجعهن في العالم العربي، لا علاقة له بأي مسلسل تركي، أجواؤه فريدة وطريقة تنفيذه تحمل توقيع المخرج رامي حنا فحسب.