مهيار خضور "نبال" في مسلسل "ع أمل" بعد أن تربص بنا وبيسار على مدار الأحداث حان الوقت أن يجد من ينزع عنه هذا الوجه المنافق.
شخصية نبال التي أتت كغصة في مريء العمل، يحمل حباً لا معنى له ويصيغ حضوره بدبق من سماجة.
"ع امل" المسلسل اللبناني بكل حذافيره صوتاً وقصة وابطالاً جاء حضور مهيار كطائر خارج السرب. لم يكن دوره كشيطان مخفي في العمل هو السقطة التي لم يحبها المشاهد. بل حضوره كشخصية لم تزد سوى نتوءات تنقر على العصب.
وجه مسطح خالٍ من التعابير سوى تعبير واحد غير مقروء الكلام والحروف. عيون مفتوحة وابتسامة صفراء وصوت جلف هذه هي الأدوات التي يمتلكها ويوظفها. فلا نعرف نظرة الحب من نظرة الكره من نظرة الدروشة ولا حتى من نظرة النقمة. عيون تقف في محجرها دون معنى يفقه.
وحركات تبدو قليلة الحيلة فمن يحب يضم ولكن مهيار يضم على حب وعلى كره. في حضوره شيء من التبليط لا يرن فيه لا تنك ولا ذهب. شخصية لا أبعاد لها وليست قادرة على البوح فلا المحيا يخدم ولا الطاقات الجسدية حاضرة ولا اللغة الحركية لها أي مدلولات سوى أن هناك غيمة سميكة تطبق فوق القلب ونريد أن نزيحها.
هذا الدور ليس هو السبب في هذه الغمامة التي تحيطنا نتيجة حضور مهيار بل هناك شخصية ثخينة، ثقلها النوعي كثيف فلا يهبط في روح ولا يهضم في مزاج. فنبال في "ع أمل" لا يختلف عن لؤي في "للموت" هناك الخطوات نفسها والنظرة نفسها والابتسامة نفسها. فهو مهيار نفسه عندما يحضر يأتي كما هو دون عجنة فنية ودون قولبة للشخصية.