TRENDING
آخر أيام رائدة المسرح إيميه بولس... سُجنت في غرفة حارّة والموت أنقذها

انفجرت المخرجة ريما الرحباني غضباً بعد يوم مؤلم ومؤثر جداً عاشته، لمست فيه قلّة وفاء الفنانين والسينمائيّين والمخرجين اللبنانيين في حقّ «اللي قتلت حالها تا تطلقهن»، مؤسِسة معهد العلوم السينمائية والمسرحية في جامعة القديس يوسف ومؤسسة مسرح «مونو» إيميه بولس، التي رحلت عن دنيانا يوم أمس الأربعاء.

وشتمت ريما أولاد السيدة بولس مشيرةً إلى أنهم لم يحترموها لا في وجودها ولا في غيابها، كما أنهم لم يحترموا وصيّتها الوحيدة، وهي أن يكون وداعها يليق بزحمة من أحبّت من قلبها، وفنت عمرها لتعمل من أجلهم وتساعدهم وتدعمهم.

واشتكت ريما من سوء معاملة أولاد بولس لها واحتجازها في آخر أيامها في المنزل، وروت في منشورعبر حسابها في «فيسبوك»، أنها تشعر بالحزن والاحباط منذ عرفت بخبر وفاتها، رغم علمها أنها كانت تتعذّب كثيراً، ليس جسديّاً ولا صحيّاً، لأنّها كانت صحّتها ممتازة، إنّما نفسيّاً من السجن الذي فُرض عليها بالقوّة داخل بيتها، مشيرةً إلى أن هذا السجن جعلها يائسة وحزينة وأشعرها بأنها تختنق.

وتحدّثت ريما بحسرة عن السجن الذي فُرض على الراحلة، وقالت: «كيف فيك تزرب إنسانة كلّا حيويّة بأوضة معتمة بتغبّب عا القلب بلا تبريد بهيك شوبات وبلا ضو بهيك عتمات!»، وأضافت أن الزائر إن وُجِد وكائناً من كان، كان ينذلّ إذا أراد رؤيتها، كي لا يكرّر زيارته... وقالت ريما بتأثّر: «هيّي واعية لكل هالشي وما قادرة إلا ترضخ وتبلع الموس! بس تفهّمك إنّو ما تتركني ما تنساني ما إلي غيرك ما تنساني».

كنيسة مخفية

وأعربت ريما عن خيبتها من مأتم السيدة بولس، والذي ظنّت أنه سيكون مهيباً، وأن كنيسة حريصا الكبيرة الملاصقة لمنزلها، لن تسَعَ للمعزّين «عا قد ما خرّجت تلاميذ وعا قد ما نفَّعت أساتذة»، إلى أن صُعقت عندما وصلت إلى المنطقة!

«الوداع كان في كنيسة مخفية بمكان بعيد، يستحيل أن تجد فيه مكان لركل سيارتك»، تقول ريما، وتضيف: «تمشي بهالشوبات من أول المفرق لآخر العمر، لتصطدم بواقع مرير... لا وجود لأي من تلاميذها ولا من كل الأفواج الذين خرّجتهم ولا من الذين نصّبتهم أساتذة ولا من عدد الفنانين والسينمائيّين والمُخرجين المُخرّجين، ولا من الذين مشّتهم غصباً عن الطبيعة على السجاد الأحمر في «مهرجان كان» بدعم غير مسبوق من مدير ومسؤول جامعي إلى تلميذه».

نداء إلى الفنانين

وأطلقت ريما صرخة، قائلةً: «وينكن يا فنّانين وإستعراضيّين ومغنّين ومؤلفين ويا مسبّعين الكارات؟ وينكن؟» وأضافت: «وينكن يا أساتذة ومسؤولين يللي نصّبتكن بالجامعة عا باقي التلاميذ، حبّاً منها إلكن ومن رغبتها بدعمكن ومش لأنّكن كفوئين ومحترمين! هلقد صرتو عالميين؟ تا ما تشرفوا تودعوها؟». وقالت بحسرة: «يا عيب الشوم عليكن من كبيركن لزغيركن!». وأضافت: «وينكن يا إستغلاليين ووصوليين ويا بلا بقوة ويا عديمي الأخلاق!». مشيرةً إلى أنه لم يتعدّ عدد المعزّين ببولس من الممثلين الـ10، ولم تجد من يبكي عليها بحسرة وحزن سوى اثنين.

وختمت ريما منشورها بالإشارة إلى أنها كانت حزينة للغاية يوم أمس، أما اليوم فتشعر أنه من الجيد أن السيدة بولس رحلت، فلا بد أنها في مكان أفضل الآن، في مكان يستحقّها أكثر ممّن كانت تعيش بينهم.

وأعادت ريما نشر فيديو وثّق زيارتها للراحلة إيميه بولس عام 2013، لإجراء مقابلة معها، أظهرت إيجابيّتها، وقدرتها على الدعابة والضحك، وهو ما جذب الناس إلى تلك المرأة المثقفة الشجاعة التي تجرّأت على جمع مواهب عدّة لإطلاق مسرح خلال أحلك ساعات الحرب على لبنان.


يقرأون الآن