عاد اسم فيلم «الملحد» لتصدّر المشهد، بعد أشهر من إعلان الممثل الراحل مصطفى درويش الانسحاب منه، متّهماً كاتبه المؤلف إبراهيم عيسى، بقيادة حرب ممنهجة ضد الدين من خلال أعماله. وأثار الفيلم الجدل من جديد بعد نشر مخرج العمل ماندو العدل إعلانه الرسمي، والذي انفرد بالظهور فيه بطل العمل أحمد حاتم، حيث بدا واقفاً في شارع وتحاوطه مبانٍ ومجموعة كبيرة من الكتب، بعضها ممزقة وملقاة على الأرض، وكأنها توحي بأن القراءة والكتب الخاطئة قد تؤدي إلى انحراف الشخص نحو طرق سلبية تسوق إلى الإلحاد، حيث يحاول صنّاع العمل إيصال رسالة من خلاله وهي أن الكتب والقراءة سلاح ذو حدين قد تنفع أو تضر.
ويترقّب الجمهور العربي عرض فيلم «المُلحد» لمعرفة كيف سيتناول قضية الإلحاد، وما إذا كان سيحاربه أم يروّج له. فكاتب الفيلم إبراهيم عيسى قدّم للسينما المصرية 5 أفلام، من بينها 3 تقترب بشكل مباشر من المعتقدات الدينية، وهي «صاحب المقام» بطولة يسرا وآسر ياسين، وفيلم «مولانا» بطولة عمرو سعد، وفيلم «المُلحد» الذي بدأ تصويره منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، ومن المتوقّع عرضه في منتصف أيلول/سبتمبر المقبل.
ويُعدّ «المُلحد» التجربة الثانية التي تجمع بين المؤلف إبراهيم عيسى والمخرج محمد العدل الملقّب بـ ماندو العدل، حيث تعاونا قبل ذلك في فيلم «صاحب المقام».
تفاصيل فيلم «الملحد» وأبطاله
تدور أحداث الفيلم في إطار درامي تشويقي حول التطرّف الديني والإلحاد الذي يصيب الشباب وينتشر بينهم، وتأثير انتشار مثل هذه الظواهر على الأفراد والمجتمع. وقرّر صنّاع الفيلم تسليط الضوء عليها بشكل عقلاني وتوضيحها للمجتمع وتوضيح الفرق بين الإلحاد الناتج عن التفكير الزائد في الدين والتدّين الذي يكون دون تفكير أو تدبر.
ويكشف الفيلم أن المُلحد إنسان قاده تفكيره الزائد في قضية الدين إلى عدم الاعتراف بوجود إله، أما المتطرّف دينياً فيقوده تفكيره إلى تكفير المجتمع، وإعلانه الحرب على البشرية.
ويشارك العديد من نجوم الفن في بطولة «الملحد» إلى جانب أحمد حاتم، وأبرزهم: حسين فهمي، محمود حميدة، تارا عماد، شيرين رضا، صابرين، نجلاء بدر، أحمد السلكاوي وسواهم، وهو من إنتاج أحمد السبكي، وإخراج ماندو العدل.
ماندو العدل: فيلم «الملحد» أجرأ فيلم عربي
وسبق للمخرج ماندو العدل أن تحدّث عن فيلم «الملحد»، وقال: «الملحد أجرأ فيلم عربي شفته في حياتي، وما سيقال عنه وما سيعرض فيه، ما حصلش في تاريخ السينما المصرية قبل كده»، مشدداً أنه سيثير جدلاً واسعاً.
قبل «الملحد»... 3 أعمال دينية لابراهيم عيسى أثارت الجدل
وأثارت أعمال ابراهيم عيسى الجدل في السنوات الماضية ولاقت انتقادات شديدة من رجال الدين وأبرزها: فيلم «مولانا» الذي طُرح مطلع العام 2017 وناقش قضية ارتباط المشايخ وعلماء الأزهر بالسلطة الحاكمة وتأثير ذلك على أفكارهم التي يصدرونها للرأي العام.
وأثار عيسى جدلاً واسعاً عام 2019، من خلال فيلمه «الضيف» وهو من بطولة خالد الصاوي وشيرين رضا وأحمد مالك، حيث ناقش خلاله قضية الحجاب، وحاول من خلال حوار بين أبطال الفيلم الترويج لاعتقاده بأن الحجاب ليس فرضاً في الدين الإسلامي. وهاجمه حينها الشيخ خالد الجندي، أحد علماء الأزهر، حيث أكد امتلاءه بالأخطاء الدينية والعلمية، وطالب المسؤولين في الدولة بمحاكمة ممن صرحوا بعرضه داخل هيئة الرقابة على المصنفات الفنية.
وعام 2020، عُرض فيلم «صاحب المقام» على منصة «شاهد» وحقق نجاحاً بارزاً، ولم يُعرض في صالات السينما بسبب فيروس كورونا، ولكن وجوده على منصة الإلكترونية جعله يحقق نجاح كبير، وكان من بطولة أسر ياسين، يسرا، ومن إخراج محمد العدل، وتعرّض العمل لانتقادات لطرحه فكرة الأضرحة والأولياء الصالحين، وذهاب الناس إليها والدعوة لتحقيق أمانيهم أمامها.
مصطفى درويش قبل رحيله: فيلم «الملحد» لا يشجّع على الإلحاد
وكان الفنان الراحل مصطفى درويش أعلن اعتذاره عن «الملحد»، والانسحاب منه بعد 4 أيام تصوير، وكتب يومها أنه يقاطع أعمال إبراهيم عيسى، مشدّداً: «انسحبت بسبب مؤلف القصة إبراهيم عيسى لأنه من الواضح أن هذه الحرب ممنهجة وأنا لم أرضَ أبداً أن أكون أداة للحرب ضد ديني مهما كان الثمن».
وفي وقت لاحق، عاد درويش ليضيف ملحوظة إلى بيان الاعتذار، جاء فيها: «فيلم الملحد قصة مافيهاش أي حاجة تشجع على الإلحاد علشان بس احترام لصناع العمل وأبطاله».
وبالرغم من تأكيد الممثل الراحل مصطفى درويش على أن الفيلم لا يشجّع على الإلحاد، دارت أسئلة كثيرة حول الفيلم، وتصدّر اسمه مواقع التواصل، بسبب أفكار إبراهيم عيسى التي طرحها أخيراً، واسم الفيلم المثير للجدل.