عاشق أصيل للفن صاحب حنجرة ماسية مميزة، مطرب محبوب أسر القلوب بفنه وتميزه في الأغنية الشعبية الجبلية الفولكلورية بعد انفصاله عن الرحابنة تحديدا.
انه نصري شمس الدين الذي عشق فنه حتى الثمالة وحتى الموت.. إذا سقط ميتا على خشبة مسرح نادي الشرق في دمشق عام 1983 إثر اصابته بنزيف دماغي وقيل بنوبة قلبية.
ولد نصري شمس الدين في 27 حزيران/يونيو عام 1927 لوالدين يتمتعان بصوتين رائعين حيث ساعدته والدته في صقل موهبته.
انهى دراسته الابتدائية في مدرسة جون في اقليم الخروب ثم انتقل إلى مدرسة المقاصد في صيدا وفي سن السابعة عشرة، وقبل إتمام المرحلة الثانوية، انتقل إلى تدريس مادة اللغة العربية في مدرسة شبعا في قضاء حاصبيا، ثم في مدينة صور حيث بقي لمدة 3 سنوات.
ضبطه مدير ثانوية صور وهو يغني للطلاب في الصف خلال الحصة الدراسية فخيّره بين الغناء أو التدريس فاختار الغناء بلا تردد.
سافر الى القاهرة وانتسب الى الكونسرفتوار المصري، حيث تعلّم العزف على العود لسنتين ولم يحالفه الحظ في الشهرة الفنية. لم يلبث أن عاد إلى بيروت، حيث عمل في شركة الهاتف.
خلال عمله في الشركة قرأ إعلاناً بالصدفة في إحدى الصحف، يطلب مجموعة من الأصوات للانتساب إلى كورال إذاعة الشرق الأدنى، حيث رسم هذا الإعلان مصير نصري شمس الدين.
هناك في مكتب الإذاعة أعجب به صبري الشريف، المستشار الفني لآل الرحباني، وهو يؤدّي تجربته ويقدم صوته، وهو إعجاب قاده إلى الانخراط في التجربة الرحبانية.
اشتهر شمس الدين خلال فترة قصيرة كمطرب يؤدّي الأغنية الجبلية والريفية والفلكلورية بكلماتها البسيطة التي تعبر عن الضيعة وطبيعتها وطباع أهلها فشارك في ثلاثة اسكتشات غنائية هي "مزراب العين، وحلوة وأوتوموبيل، وبراد الجمعية"، قبل أن يطلق أغنيته الخاصة الأولى "بحلّفك يا طير بالفرقة" من ألحان الموسيقار الكبير فيلمون وهبي.
تكرست علاقة نصري مع الرحابنة في مهرجان الأرز، وصار يشكل مع فيروز ثنائياً معروفاً.
بعد تفكك مشروع الرحباني في نهاية السبعينات اثر انفصال عاصي عن فيروز عقب نهاية مسرحية "بترا" عام 1978 التي قدم فيها نصري دور الوزير ربال، انتهى توافق شمس الدين مع الأخوين رحباني مع نهاية هذه المسرحية، بعدها ظهر نصري شمس الدين ولأول مرة كمطرب مستقل على اسطوانات بما عرف بألبوم "الطربوش" ضمن مجموعة من الأغاني من ألحان ملحم بركات.
قدم مسرحيات غنائية في "مهرجانات بيت الدين" ولم يوفق، شكل فرقة فنية كبيرة وسافر إلى أميركا لإقامة حفلات فخسر أموالاً طائلة، بقي سبع سنوات يسدد ديونه.
وفي 18 اذار عام 1983 توفي نصري شمس الدين وهو يغني على خشبة نادي الشرق في دمشق اثر اصابته بنوبة قلبية ليطوي برحيله صفحة مشرقة لأحد أهم عظماء الفن في لبنان والعالم العربي.