يأتي تاريخ الحادي والثلاثين من كل شهر تموز (يوليو) مذكرًا بعيد ميلاد الفنان المصري القدير الراحل سعيد صالح الذي ولد عام 1938، ورحل في 1 آب (أغسطس) عام 2014 بعد صراعٍ طويل مع المرض.
وكان الراحل قد انطلق مؤكدًا موهبته في التمثيل على مسرح جامعة القاهرة التي حصل منها على إجازة في الآداب عام 1960، وقدّم فيها أولى أعماله المسرحية بعنوان "هالو شلبي".
في رصيد الراحل أعمال تلفزيونية وأفلام سينمائية عالقة في الذاكرة، أما أشهر مسرحياته فهي: "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت" و"البعبع" و"كعبلون" و"شرم برم" و"الشحاتين"و"تحت الصفر".
أشهر اعماله التلفزيونية كانت في مسلسلات "طريق الأيام" و"لعبة التحدي" و"السقوط في بئر سبع". علمًا أنه رفض تقديم دور العمدة سليمان غانم في مسلسل "ليالي الحلمية"، لعدم رغبته في استنزاف ذاته في الدراما.
ولقد عُرِف الراحل بخفة ظله وقلبه الكبير. وكان صديقًا مقرّبا من الزعيم عادل إمام الذي قدّم معه أنجح أعماله في السينما والمسرح المصري.
وشارك مع الزعيم في عدة أفلام أبرزها رجب فوق صفيح ساخن، المشبوه، سلام يا صاحبي. فيما يعد فيلم "زهايمر" من آخر الأعمال الفنية التي جمعت الثنائي، وتم عرضه عام 2010.
وكشف مخرج "زهايمر" عمرو عرفة عبر حسابه على منصة X كواليس تصوير المشهد الذي جمع الراحل بصديقه خلال أحداث الفيلم، حين زار إمام صديقه صالح الذي كان يجسد شخصية شخص مصاب بالألزهايمر في دار الرعاية وغادره باكيًا، وعلّق كاتبًا: "مش عارف أخرجت المشهد ده إزاي.. قبل ما أصوره كنت بعدي على أ. سعيد صالح كل يوم احكيله المشهد وكإنه بيسمع لأول مرة وكنت مرعوب بس مش شايف حد غيره يعمل الدور. ولما جه التصوير قال كلام غير اللي في السيناريو بس نفس المعنى وأحلى.. الله يرحمك يا عّم سعيد على بالي طول الوقت".
مش عارف أخرجت المشهد ده إزاي .. قبل ما أصوره كنت بعدي علي ا. سعيد صالح كل يوم احكيله المشهد و كإنه بيسمع لأول مره و كنت مرعوب بس مش شايف حد غيره يعمل الدور و لما جه التصوير قال كلام غير اللي في السيناريو بس نفس المعني و أحلي .. الله يرحمك يا عّم سعيد علي بالي طول الوقت ? pic.twitter.com/VONyMXa68L
— Amr arafa (@AArafa) August 25, 2019
يُذكر أن صالح رفض المشاركة بفيلم "مسجل خطر" والذي كان سيلعب فيه البطولة مع إمام بسبب خوفه من التشابه بين الدور وحياته الحقيقية. حيث كان يُفترَض أن يقدّم دورًا لرجل لديه ابنة لكنه يموت في نهاية العمل، وكانت لسعيد صالح ابنة، فخاف أن يموت بالفعل في عالم الواقع، ما دفعه للاعتذار عن الفيلم، فذهب الدور إلى صلاح قابيل بدلاً منه.