بعد مرور عام على رحيل الملكة إليزابيث الثانية - أطول الملوك حكماً في تاريخ المملكة المتحدة - عن عمر يناهز 96 عامًا. احتفل قصر باكنغهام بهذه المناسبة الهامة من خلال إطلاق صورة لم يسبق لها مثيل للملكة الراحلة، والتي التقطها سيسيل بيتون في تشرين الأول/أكتوبر 1968.
وفيها، ترتدي الملكة إليزابيث البالغة من العمر 42 عاماً يومها، الشعارات الملكية الكاملة، بما في ذلك الرأس المخملي وتاج فلاديمير. (يتميز الإكليل المميز بدوائر متقاطعة مرصّعة بالألماس اللامع ولآلئ معلقة على شكل مخالب) إنها تعطي الكاميرا – وبيتون – ابتسامة صغيرة ومحفوظة.
وتم عرض الصورة لأول مرة لفترة وجيزة في معرض لصور بيتون في معرض الصور الوطني في نوفمبر 1968. (في ذلك الوقت، كان هذا أول معرض استعادي لمصور حي في المتحف البريطاني). وعندما انتهى العرض في آذار/مارس 1969، عادت الصورة إلى الأرشيف ولم يتم عرضها مرة أخرى حتى الآن.
وتحمل الصورة أيضاً تأثيراً ثقافياً كبيراً: كان بيتون أهم مؤرخ للعائلة المالكة البريطانية، حيث استولى على وندسور من الثلاثينيات وحتى السبعينيات. قام بالتقاط صور للملكة إليزابيث لأول مرة عام 1942 بمناسبة عيد ميلادها السادس عشر. ("الأميرة الشابة التي صورتها في ذلك اليوم أصبحت الآن ملكة ذات صفات رائعة. لقد جعلها تراثها الفريد شخصاً مختلفاً، والتدريب على لعب دور السيادة واضح اليوم في السلطة المتزايدة لشخصيتها"، كتب بيتون في مقال نُشر عام 1953 في مجلة فوغ البريطانية).
وتقدَّم الملك تشارلز بالشكر للجماهير على "حبهم ودعمهم"، وتعهّد بأن يكون في خدمة الجميع، وذلك في الذكرى الأولى لرحيل والدته الملكة إليزابيث واعتلائه العرش.
وتوفيت إليزابيث، أطول ملوك بريطانيا بقاء في الحكم، عن 96 عاماً في الثامن من أيلول في قلعة بالمورال مقرها الصيفي الذي كانت تعشقه.
وبمجرد رحيلها خلفها تشارلز وصار ملكاً للمملكة المتحدة و14 دولة أخرى من بينها كندا وأوستراليا ونيوزيلندا. ويعتزم تشارلز قضاء اليوم مع زوجته كاميلا بصورة خاصة وفي هدوء بالمقر الملكي في اسكتلندا.
وليس من المقرّر أن يحضرا أيّ مناسبة احتفالية كما لن يكون هناك أي تجمع عائلي خاص كبير للاحتفال باعتلائه العرش.
وقال تشارلز في بيان: "بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاة جلالتها واعتلائي العرش، نتذكّر بمزيد من الحب حياتها الطويلة وخدمتها المخلصة وكل ما كانت تعنيه لكثير منّا".
وتابع قائلاً: "إنّني ممتنّ للغاية أيضاً للحب والدعم الذي غُمرَت به زوجتي وأنا خلال هذا العام فيما نبذل قصارى جهدنا لخدمتكم جميعاً".
من جانبه، قال رئيس الوزراء ريشي سوناك إنّ قلوب الأمة ستكون مع تشارلز وعائلته في هذه "الذكرى المهيبة".