TRENDING
مجدي وهبة.. طيب أبدع في تجسيد الشر

بموهبة فريدة وأداء مميز، سطع الفنان مجدي وهبة في سماء الفن، فقد عرف بجاذبيته ووقاره، وتميز بتقديم شخصيات متنوعة، جمعت بين القوة والحنكة، والطيبة والشر، وعلى الرغم معاناته في بداياته الفنية، أصر على أن يواجه الصعوبات، حتى وإن لم يكن النجم الأول في العمل، إلا أن طلته كانت كافية أن تخطف الأضواء، وترك بصمات خالدة في السينما العربية من خلال أدوارٍ تجاوزت التقليدية ولا تنسى.

وهبة ابن محافظة المنيا المولود في مثل هذا اليوم 20 أيلول/سبتمبر عام 1944، انتقل إلى حي الحلمية الجديدة في القاهرة وعاش بها، وقرر اتخاذ أولى خطوات الحلم والتحق بمعهد الفنون المسرحية عام 1963، وتحكي ابنته عن تلك الفترة في لقاء متلفز قائلة: "أثناء دراسة والدي استطاع أن يشارك في عملين وهما ثرثرة فوق النيل وظهر في مشهدين، وبعدها تواجد في "ليل وقضبان" بـ 3 مشاهد، فالفن هوايته التي عشقها منذ الصغر وارتبط بها، وأحب الشعر والقراءة".

قدم مجدي وهبة خلال مشواره ما يزيد على 50 فيلمًا أبدع فيها وتنوعت أدواره خلالها بين الطيب والشرير، ولكن ارتبط في أذهان محبيه بالشر سواء في "حنفي الأبهة، الفتوة، وأبناء وقتلة"، وعن هذا تقول ابنته في لقاء متلفز: "والدي كان في الحقيقة عكس الأفلام تمامًا، حتى أن شخصيته مسلسل "هي والمستحيل" للمخرجة إنعام محمد علي، تشبه والدي في الواقع، وقد عرضت عليه أدوار الشر لملامحه وقوة جثمانه، وهو كان حريص على أن يبدع فيما يقدمه، ويجلس ويذاكر الدور جيدًا حتى يخرج بالشكل المطلوب".

إبداع مجدي وهبة لم يتوقف عند السينما، فرغم شهرته الواسعة بها، عبّر في عدة مناسبات عن تقديره العميق للتلفزيون كوسيلة مهمة للوصول إلى جمهور أكبر، وقال في لقاء متلفز: "التلفزيون يجعلني أقرب للناس في بيوتهم، وهذه ميزه كبيرة فالسينما لها سحرها، لكن التلفزيون يجعل التفاعل مع الجمهور أكبر، ويحتاج تركيزًا أكبر في التفاصيل، لأن المشاهد يراني في بيته ويكون تركيزه مختلفًا عن السينما، ويجب أن نحافظ على جذب انتباهه باستمرار".

للراحل تجربة مميزة في المسرح، فقد قدم مجموعة مميزة من الأعمال منها "وش السعد، الرجل الذي قال لا، وخللي بالك من راسك" وهو أول عمل لمسرح القطاع العام يرتفع سعر تذكرته من 3 إلى 5 جنيهات بسبب إقبال الجمهور على المسرحية.

ويحكي عن تلك الفترة في لقاء تلفزيوني ويقول: "أحترم المسرح كمجال فني يتطلب حضورًا قويًا وأداءً مباشرًا مع الجمهور، وأعشقه، فهو مدرسة الممثل الحقيقية، ويعلمنا الانضباط والتركيز، و له رهبة خاصة، وتشعر بحضور الجمهور وتفاعلهم معك لحظة بلحظة وكأنه شريك معك في الأداء، و تعلمت منه كيف أحافظ على قوة أدائي طوال مدة العرض، وكيف أتعامل مع النصوص الأدبية بشكل أعمق".

ارتبط الراحل بوالدته منذ الصغر، خاصة أن والده توفي وهو ابن 40 يومًا، وبسبب ما فعلته والدته معه تمنى أن يقدم عملًا عن تضحيات الأمهات.

ويقول في هذا الصدد، خلال لقاء نادر: "تمنيت تقديم عمل يعبر عن تضحيات وعظمة الأم في أى مكان ما، وأنا مدين بالفضل لوالدتي، والنجاح الذي حققته في حياتي كانت هي السبب فيه، وكنت معتادًا دائمًا أن أمر عليها بعد انتهاء عملي لتدعو لي".

تأثر مجدي وهبة خلال مشواره الفني بالعديد من النجوم، منهم توفيق الدقن، وعادل أدهم، وكان عاشقًا لرشدي أباظة، وحكى عن نصيحة قدمها له الراحل قبل وفاته أثرت في مشواره الفني، وقال: "نصحني ألا يتملكني الغرور، وأكد لي أنه إذا حدث فهذا بداية النهاية، وظلت تلك المقولة في ذهني دائما".

وفي صباح 4 شباط/فبراير 1990، يرحل "وهبة" عن الحياة عن عمر يناهز 45 عامًا، ولكن تظل إلى الآن أعماله باقيه، وتكمل ابنته منال مجدي وهبة إرثه في الحياة وفي كل مناسبة خاصة به تحكي مزيدًا عن أسراره.

يقرأون الآن