يُحتفل باليوم الدولي للاعنف في 2 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام. وهذا التاريخ هو تاريخ ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف.
إن مبدأ اللاعنف المعروف أيضاً باسم "المقاومة اللاعنيفة"، يرفض استخدام العنف الجسدي لتحقيق تغيير اجتماعي أو سياسي، وهذا شكل من أشكال الكفاح الاجتماعي، الذي كثيراً ما يوصف بأنه "سياسة الناس العاديين"، تبنّته الناس في مختلف أنحاء العالم في حملات ترمي إلى تحقيق العدل الاجتماعي.
وانطلاقًا من أن للفن رسالة تؤثر على الرأي العام وتغيّر ذهنية عقول متحجّرة، بمضامينها العميقة التي تهزّ ضمائر منفصلة، لتصبح متصلة بالمحبة والسلام، وصف مراقبون، ملكة الإحساس أليسا بامتلاكها تأثيراً كبيرًا من بين نجمات جيلها، في قضية مناهضة العنف ولاسيما ضد المرأة.
وانطلاقا من هذه النقطة، لم تكتفِ اليسا بمقاومة هذه القضية من خلال أغنية واحدة ، وإنما بثلاث أغنيات أصابت مباشرةً الهدف المرجو، وحرّكت به الرأي العام، ونالت ثناء الجمعيات المعنية بمناهضة العنف، عدا عن التحركات التي أقيمت لمتابعة هذا الملف الحساس.
اليسا التي تعتبر أن التعنيف اللفظي يدمّر الإنسان أكثر من الضرب، أكدت في تصريحات لها، تعرّضها له لدرجة كان مثل "السكاكين" عليها، لكنها حذّرت الشخص الذيعنّفها لفظيًا من مغبّة تكرار فعلته الشنيعة، لذا خاضت تجربتها الغنائية الأولى في هذا الإطار، مع "من غير مناسبة" من كلمات نادر عبد الله، ألحان وليد سعد، وتوزيع وليد شراقي، تناولت فيه قصة سيّدة وقعت ضحية عنف أسري بعد ضربها من قبل زوجها، فيما ترفض العودة إليه، وتقول الكلمات : "ما عدش ينفع أسامحو عاللي عمله فيّا.. لو ييجي يتأسفلي ولاّ يبوس إيديا.. بعد النهارده ازاي أنا على نفسي هرضى.. أرجع لحد قدر يمد إيديه عليّا".
ومن كلمات سلامة علي، ألحان محمد يحيى، وتوزيع أحمد عبد السلام، كررت اليسا ثانيةً، هذه المسألة مع كليب "تعبت منك"، أضاءت فيه على معاناة امرأة لامعة مهنيًا واجتماعيًا، فتشعل غيرة مرضية لدى حبيبها بسبب نجاحها المدوّي، فيترجم أنانيته البشعة بتعنيف جسدي ومعنوي يُنهي علاقتهما.
المقاومة القاسية والشجاعة لأليسا، جاءت أيضًا مع الأغنية الثالثة "يا مرايتي"، من كلمات احمد ماضي، الحان زياد برجي وتوزيع ناصر الأسعد، برزت فيها كامرأة تحمّلت الى حدّ كبير عنف زوجها، إكرامًا لأولادها، لتدفع النساء بالنهاية لاستعادة كرامتهن ورفض الاعتداء البدني.
رسالة هذه الأغنية أتت بالمساهمة مع جمعية "كفى" لمناهضة العنف، ووضِعَت آنذاك عبارة تقول "الصمت ما بيشفي الوجع" لا تترددي في الاتصال بالخط الساخن لـ "كفى".