TRENDING
خاص هواكم - فنانو لبنان أمام محكمة الرأي العام...إعتذار أم تبرّع؟

فرضت مشاعر التضامن والتعاطف لدى الفنانين اللبنانيين، تغييرات طارئة على جدول أعمالهم وسط مشاهد الدمار والقتل والنزوح والمآسي اليومية التي تتراكم مع استمرار القصف والاغتيالات في لبنان، لكن، ماذا عن مواعيدهم المؤجلة وجماهيرهم في البلاد العربية ودول الاغتراب؟! وماذا عن مصداقية علاقاتهم والتزاماتهم مع القيمين على المهرجانات العربية والعالمية؟

فقد أربك اعتذار المطربين اللبنانيين عاصي الحلاني ووائل جسار إدارة مهرجان الموسيقى العربية 2024، بعدما ألغيا حفليهما ضمن فعاليات دورته الـ32.

وفيما برر الحلاني اعتذاره بظروف الحرب التي يعيشها لبنان، وحزنه على الشهداء والجرحى جراء القصف الإسرائيلي على لبنان، اعتذر جسار عن المشاركة قائلاً في حديثه للإعلام إن الغناء في دار الأوبرا كان حلمًا بالنسبة له، لكنه يؤمن بأن الجمهور المصري سيتفهم قرار لأن "لبنان الآن موجوع".

وكانت الأسطورة ماجدة الرومي قد أصدرت بيانًا اعتذرت فيه عن إحياء حفلاتها المتتالية في 18 و18 و19 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في دار الأوبر السلطانية في سلطنة عُمان "لأن الألم أكبر من أن يُحتمَل.. والمأساة أكبر من أن تتسع لها المشاعر" في بلدها لبنان.

بدوره الفنان زين العمر أعلن تأجيل حفله في تورونتو- كندا، في رسالة نشرها عبر حسابه على منصة "أكس": "احترامًا لما يعيشه وطننا وشعبنا من آلام وتحديات".

وكانت النجمة إليسا سباقة بتأجيل حفلها في قبرص، احترامًا للشهداء والضحايا والمصابين ووجع شعب لبنان.

أمام هذه الاعتذارات المتكررة بمبررات الحرب القائمة ومخلفاتها من دمار ودماء، لا بد من التوقف أمام الهجوم الذي شنّه رواد مواقع التواصل الاجتماعي على السوبر ستار راغب علامة بسبب إحيائه لحفل زفاف ليلة السبت 28 أيلول (سبتمبر)، تزامنًا مع الحرب وتداعياتها!

هنا لا بد من طرح الأمور بمنطق وروية من زاوية مهنية بحتة بعيدًا عن التعاطف مع الأحداث الموجعة في بلده. هل كان يتوجب على راغب أن يؤجل فرحة العروس المصرية بسبب أحداث لبنان؟ أم كان يتوجب عليه إحزانها في "ليلة العمر" كرمى لرأي المدونين الذين يرمون سهام النقد دون اتزان؟!

وبالعودة لاعتذار كل من الحلاني وجسار عن مهرجان الموسيقى العربية، فقد أربكا باعتذارهما برنامج دورته الـ32 المقرر انطلاقها في 11 من الشهر الجاري! وهو ما استدعى اجتماعًا طارئًا لإدارة المهرجان ودار الأوبرا لبحث سبل الخروج من هذه الأزمة الطارئة جراء غيابهما..

وإن كانت الماجدة وإليسا وزين العمر قد أجّلوا مواعيد حفلاتهم لمواعيد أخرى لم تتحدد بعد، لا بد من السؤال: "هل يتوجب على جماهير هؤلاء النجوم تحمّل تبعات الحرب على البلد الأم لهذا النجم أو ذاك؟

لا شك أن الرأي العام سينقسم بين مؤيد ومعارض، لكن الحقيقة هي أن اعتذارات الفنانين لن تقدّم أي خدمة لشعب لبنان..!

في المقابل، هناك من أيّد بشدة خطوة المطربة عبير نعمة التي اتخذت قرارها بالتضامن على طريقتها، وقررت إحياء حفلها في مهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، على أن تُخصص عائداته لدعم العائلات المنكوبة جراء الحرب.

أمام هذه الجدلية التي تقبل عدة وجهات نظر، دعونا نتوقف عند تعليق المطرب الشامي الذي قال إن جيل "التيك توك" حلّ مكان المنظمات الإنسانية بجمع التبرعات، وألمح لمحاسبة الجمهور للفنانين في حال تقاعسهم عن المشاركة والدعم لهذه الحملات، فهل تكون الغلبة في محكمة الرأي العام لصالح الفنانين المعتذرين عن إحياء حفلاتهم أم أن خطوة عبير نعمة ستلاقي تأييدًا وتُمهّد لقرارات مماثلة في الأيام المقبلة مع استمرارية ضبابية المشهد اللبناني وغياب الحل عن أفق السلام المنشود حتى الآن؟

يقرأون الآن