TRENDING

النجمة السورية أصالة

"لحقت نفسي" جديد أصالة، عنوان لا تحتاجه فنانة قدمت عمرها غناء وطرباً. لحقت زمنها منذ الولادة وقدمت محاصيل لا تتسع لها صوامع ولا خوابي.

حين تفرد أصالة صوتها في أي جديد تتقاطر الأسماع لتنصت. هي قادرة أن تصيب الجميع، فهذا الذي يحتاج حباً وحنيناً ورقة سيجد من يُسكر مسامعه باللحن الرقيق والصوت العميق.

وذاك الذي يريد عزاءً لجرحه وخلاصاً من وجعه، يريد من يقول له كلمة تكون عافية لتعبه. سيجد في صوتها تلك التعويذة التي تبلسم مصابه.

وهي عندما تفرح تصنع من صوتها أنشودة فرح، ترافق أهل السعادة وتزف لهم الأعراس بباقات الورد.

وعندما تحبط أصالة يتحول الصوت نغماً روحانياً تفجره كابتهال للحزن الدفين. يسكن الدّمع نغمها وتصبح أغنيتها ترداد صدى للانكسار والخيبة.

في الغناء لن تجد من يقارعها. فهي بنت لنفسها مملكة تُعرف من أصلها الفريد الذي لا يحتاج تقليماً ولا تطعيماً. تفرد صوتها حيثما تريد ويكون لها الغلبة.

ابنة هذا الزمن بكل ما فيه من قلاقل وأخبار وانفضاض وحقائق مرّة وحلوة وستكون أصالة في خضم كل هذا. لكنها قادرة أن تنبري من وطأة الدهر وتغني حالها وحال الأخرين وتعطيهم زاداً يوشح أيامهم بالطرب.

جديدها "لحقت نفسي" عبارة عن البوم صغير من ست أغاني باللهجة المصرية. قدمتها كموزاييك فيه من كل شيء القليل الذي تريده خميراً يستطيع أن يكون عجنة كاملة.


"فوق" أغنية رومانسية حزينة فيها انكسار وانتفاض. "روح بقا وانت بقيت في حياتي ماضي".

تجيد أصالة غناء هذا اللون الحزين الذي يعبر عن الكثير من الإحباطات والصدمة والخذلان. الأغنية الصادقة تلف الجرح بالشاش وتشفيه. وهذه أغنية شفاء بالرغم من النشيج الذي تحويه. أغنية تنفخ روح القوة في النفس المُتّعبة.


"الأخبار الحلوة" كلماتها تفاؤل وأجواء أمل. صوتها كرقصة عيد. تعيد شحن الثبات في الأوصال المقطّعة. فيها رنين الأجراس التي تقرع في الأفراح. وأصالة جرس في صوتها تعرف كيف تربعه في الاحتفالات السعيدة وكيف تخفضه حتى يصبح صداها مؤذناً بوجود فجيعة.


"مانجا" أغنية فرح بلدية فلكلورية تراثية. فيها ذاك الصدق المعتق. من أول نوتة تتيقن أنها اغنية أفراح. وهي فعلاً ارفقتها بطرحة وعرس واكليل.


أصالة قدمت أغانيها الستة بطريقة الفيديو المبسط المعبر أكثر منه ذاك الكليب الذي يسهب ويصور. اقتضبت لكن وصل الشرح بكل معناها.

تظهر أحياناً بصورة يرافقها تيتر موجز فيه خلاصة المعنى وصلب الحكاية. هذا الأسلوب الجديد في التعبير عن الأغاني باستعاضة الكليبات الكبيرة بموجز يعطي كل شيء ويضيف ميزة للأغنية لترفع من أسهم السمع بالمشاهدة.

"رجل مثالي" أغنية تنسج من نغم الأكورديون ونقر البيانو والنفحة الغربية. تضع الرجل في خانة الحنين والوجد والشوق. وكأن الأمر شديد الغربة وبعيد المنال. أتت بالفكرة من سحيق الماضي والتوق. لهذا صورتها بالأبيض والأسود. وكأنها ترداد هُيام تغنيها بذاك الصوت الشاحب الذي يخفي أكثر مما يفصح. وتترك النفس في مناجاة وتمني بين ما تريد وما هي عليه.


ترتفع الوتريات ويبدأ العزف على الندم وقلة تقدير للذي أحبنا وأعطانا وتنكرنا له. فغدرنا به وقطعنا فيه ثم رحنا نبكي على الخسارة. أغنية "أوقات لما بنتجاهل." تجسد كل هذه التوبة ." ونقول شىء مش مستاهل. بنضيع منا قلوب عاملتنا بكل ضمير. بنخبط وقت وجعنا. في الناس اللي بتسمعنا. وكإن جراحنا دي لعنه بتنكر كل الخير. "


غنتها أصالة بتلك الحسرة والاعتذار. في تقطع أنفاس مع لحن أشبه بلطم ونقر على الصدر فيه ضربات الأسف عالية.

جمعت أصالة صور المدينة الحزينة والمعتمة وراحت ترثي حالها في "مارس أبريل" أغنية عنوانها غريب. لكن داخلها حقيقي فكل أشهر السنة أسى ووجع لكن نغمة التحدي عالية فيها. تقول:"لو وجعي زاد أنا هوجعه. لو شوقي عاد أنا همنعه . لو عالطريق أنا هرجعه. خلّي البعاد بقا ينفعه".


هكذا تريد أصالة أن يكون الصمود بعدم الانصياع والقدرة على الوقوف مجدداً.

استطاعت أصالة أن تمر على كل شيء دون أن تترك ثغرة وملت كل وشائج النفس وطقوسها وتقلباتها. ارادت أن تحكي الجميع حباً وندماً وعتباً وفرحاً وانتفاضة. موزعة صوتها في تقلبات الألحان العديدة من ملحنين عدة وأشعار مقطوفة من دواوين شعراء مختلفين. احبت أن تلون كل شيء بالاختلاف والتنوع وتخلق باقة فيها جميع العطور لتناسب كل الأذواق.


يقرأون الآن