يلعب نجوم هوليوود دوراً محورياً في تشكيل الوعي الغربي تجاه القضية الفلسطينية. وبعد أن لاقت أحداث حي الشيخ جرّاح في القدس قبل عامين، حضوراً على لسان كبار نجوم العالم، وشكّل حينذاك وقوف عددٍ كبير من النجوم في صفّ الفلسطينيين ظاهرة استثنائية، لا سيّما وأن هذا الأمر غير معتاد في عاصمة السينما العالمية، أعلن بعض النجوم اليوم، تأييد أفعال إسرائيل معلنين تراجعهم عن دعم القضية الفلسطينية، في ظلّ معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة نحو مدن ومستوطنات الاحتلال قبل أيام، وأبرزهم ناتالي بورتمان وفيولا ديفيس، وسواهما من نجوم وصنّاع السينما في هوليوود. حيث أعلنت النجمة الأميركية المولودة في إسرائيل ناتالي بورتمان تضامنها مع الجيش الإسرائيلي من خلال تدوينة أطلقتها عبر حسابها في "إنستغرام"، وكان مُستغرباً وضع الممثلة والمنتجة الأميركية الحائزة على جائزة الأوسكار فيولا ديفيس علامة إعجاب "لايك" عليها، ما يعني أن موقفها تبدّل من داعمة للقضية الفلسطينية إلى مناهضة لها.
وكما كان متوقعاً، أعلنت الممثلة الإسرائيلية غال غادوت التي اشتهرت بدور "المرأة الخارقة" في السينما الأميركية، تضامنها مع تل أبيب، ونشرت عبر حسابها في "إنستغرام"، منشور يحمل شعار النجمة العبرية، وقد دوّن عليها: "أنا أقف مع إسرائيل، ويجب عليكم الوقوف إلى جانبها أيضاً". وأضافت: "لا يمكن للعالم أن يقف موقف الحياد عندما تحدث هذه الأعمال الإرهابية المروعة!".
غادوت كانت نفسها جندية في الجيش الإسرائيلي، وقد ولدت في قرية تم تشييدها فوق بلدة كفر قاسم التي شهدت واحدة من أبشع المجازر وأكثرها ترويعاً في تاريخ الاحتلال، حيث راح ضحيتها 49 فلسطينياً على يد حرس الحدود في جيش إسرائيل عام 1956.
وخدمت غادوت صاحبة الـ38 عاماً سابقاً في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولطالما قادت حملات دعم لحكومة تل أبيب، معتبرة في تصريح سابق أن "إسرائيل تستحق العيش بحرية وسلام".
وفي أحدث منشورتها، قادت غادوت حملة تبرّعات للإسرائليين، ودعت جمهورها للمشاركة فيها.
ونشرت النجمة مادونا فيديو وأرفقت بتعليقٍ قالت فيه: "ما يحدث في إسرائيل مدمّر... إن رؤية كل هذه العائلات، وخاصة الأطفال، وهم يُساقون ويُعتدون ويُقتلون في الشوارع، أمر مفجع". وأضافت: "لا يمكن أبداً حل الصراعات بالعنف. ولسوء الحظ فإن الإنسانية لا تفهم هذه الحقيقة العالمية. لم يفهمها قط. نحن نعيش في عالم مزّقته الكراهية".
وأردفت: "قلبي يخرج إلى إسرائيل. إلى العوائل والبيوت التي دمرت. للأطفال الذين فُقدوا، إلى الضحايا الأبرياء الذين قُتلوا، إلى كل من يعاني أو سيعاني من هذا الصراع. أنا أصلي لأجلكم". وختمت منشورها بالقول: "أدرك أن هذا من عمل "حماس" وأن هناك الكثير من الأبرياء في فلسطين الذين لا يدعمون هذه المنظمة الإرهابية. إن هذا الهجوم المأساوي لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للجميع. دعونا نصلي جميعاً لإسرائيل من أجل السلام للعالم".
واعتبرت الممثلة والكاتبة الأميركية جيمي لي كرتيس، من خلال منشور لها على منصة "إنستغرام"، أن "لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها"، وفق ما كتبت، ناشرةً صورة للعلم الإسرائيلي. ولم يحل المنشور الذي أغلقته كرتيس لبعض الوقت، دون هجوم شديد تعرّضت له من الناشطين، الذين اتهموها بالانحياز لنظام عنصري، وجيش يرتكب المجازر اليومية.
وقالت الممثلة الكندية نينا دوبريف: "أعلن تضامني مع اسرائيل وشعبها".
ودعمت كايلي جينر إسرائيل من خلال منشور أطلقته عبر خاصية الستوري في حسابها على "إنستغرام" ثم حذفته. قالت فيه: اليوم ودائماً، سنقف مع الشعب الإسرائيلي".
وتشاركت كريس جينير منشور ابنتها كايلي بالإضافة إلى منشور آخر برّرت من خلال أفعال إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت الممثلة كايتي بيري: "السلام لجميع أطفال اسرائيل وفلسطين".
وقالت الممثلة الأميركية سارة بولسون: "هذه كانت أكثر سنة دموية للفلسطينيين في التاريخ.. ولكن لا يجب أن ننسى مقتل اليهود واختطافهم... هذه قضية معقدة جداً ومؤلمة"، وأضافت: "يمكنك أن تكون ضد معاملة الحكومة الاسرائيلية مع الفلسطينيين، وفي الوقت عينه، تُطالب بحماية اليهود حول العالم".
ودعم الممثل الأميركي مارك هاميل العدوان الإسرائيلي على غزة، قائلاً: "أمريكا تقف مع إسرائيل".
من جهتها، نشرت آشلي تيسدايل رسالةً توضيحية بعد إظهار دعمها لإسرائيل، كاتبةً: "إظهار الدعم لإسرائيل لا يجعل الشخص معادياً لفلسطين، وإظهار الدعم لفلسطين لا يجعل الشخص معادياً للسامية". إلا أنّ ذلك لم يمنع معجبيها من التعبير عن خيبة أملهم بالممثلة، والمطالبة بمقاطعة أفلامها.
وعلى غير عادة، التزمت العارضة الأميركية من أصل فلسطيني جيجي حديد وشقيقتها بيلا الصمت وسط الأحداث الحالية.
مواقف داعمة للقضية الفلسطينية
النجم الوحيد الذي أبقى على موقفه الداعم لفلسطين كان المخرج والممثل الأميركي مارك روفالو، الذي أكّد على ضرورة تجنيب المدنيين الصراع العسكري القائم في قطاع غزة، معرباً عن تضامنه مع الفلسطينيين الذي يتعرّضون لقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
روفالو المعروف بدعم قضية الشعب الفلسطيني، والذي طالب في أيار/ مايو 2021، معجبيه بتوقيع عريضة تطالب الحكومة الأميركية بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب عدوانها على غزة، علّق على الأحداث الجارية في منشور له على منصة "إكس"، قائلاً: "وصلتني رسالة اليوم من ناثان ثرال الصحفي ومؤلف كتاب "يوم في حياة عبد سلامة" الذي كان له صدى عميق في ذهني. وأردت أن أشارككم كلماته ونحن جميعاً نشاهد برعب ما يجري بين الحكومة الإسرائيلية وحماس اليوم".
I received a note today from @NathanThrall, journalist and author of “A Day In The Life of Abed Salama” that resonated deeply with me. I wanted to share his words as we all watch in horror what is unfolding between the Israeli Government and Hamas today. ⤵️
— Mark Ruffalo (@MarkRuffalo) October 7, 2023
“It is horrific to…
وتابع روفالو مقتبساً من الكتاب المذكور: "إنه لأمر مروع أن نرى مدنيين أبرياء يقتلون ويحتجزون كرهائن، وليس هناك أي مبرر لذلك. إننا نصلي من أجل سلامتهم، كما نصلي من أجل سلامة أهالي غزة الأبرياء الذين يتعرضون للقصف والمحاصرين".