لم يكتفِ الفنان اللبناني معين شريف بالتضامن مع القضية الفلسطينية من خلف شاشةٍ افتراضية، بل نزل إلى أرض المعركة، وقصد الحدود الجنوبية ليطلق صرخة في وجه المحتل، مشدداً على ثقته بأن النصر آتٍ لا محالة...
أطلّ معين الذي مُنح في أيار الماضي لقب "سفير العودة إلى فلسطين"، عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، معلناً تضامنه مع أهالي غزّة الذين يواجهون بصلابتهم ومقاومتهم الاعتداءات الإسرائيلية، متوجّهاً برسالة إلى إسرائيل قال فيها إن ما من مقاومة باءت بالفشل، مردداً عبارة: "كلنا غزّة، كلنا فلسطين"، معلناً عن تفاؤله بتحقيق النصر بإذن الله.
تشرفتُ بزيارة الفنان معين شريف اثناء جولة له على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة دعماً للابطال في غزة@moeenshreif pic.twitter.com/zfq5sS8aiY
— Ali Mortada || علي مرتضى (@aliimortada) October 20, 2023
ووثّق زيارة معين للحدود اللبنانية- الفلسطينية، مراسل قناة الميادين علي مرتضى، مشيداً بجرأة شريف الذي قصد مناطق تشهد تصعيداً متزايداً وتبادلاً للقصف بشكل يومي.
صوتٌ جبليٌّ شريف✌???#طوفان_الأقصى #معين_شريف pic.twitter.com/65cmZymVui
— zee ? (@zeecrf) October 8, 2023
ونشر أحد المتابعين فيديو يوثّق زيارة معين للحدود الجنوبية في بداية عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلق العنان لصوته في وجه إسرائيل، قائلاً: "هيدي فلسطين"، ليطلق عليه محبّوه لقب "فنان برتبة مقاوم".
واعتصم معين مع مجموعة من الفنانين اللبنانيين الثلاثاء الماضي، دعماً لأهالي غزة، وذلك تلبيةً لدعوة النقابات الفنية في لبنان التي استنكرت الصمت الدولي عن الجرائم الإسرائيلية والحصار القاتل لغزّة وحرمانها من مقومات الحياة الأساسية، كما أدانت الإعتداءات على جنوب لبنان التي أسفرت عن مقتل مدنيين واستهداف وسائل الإعلام.
معين الذي احتجّت عليه إسرائيل حين غنّى "لازم تعرف يا محتل نحنا مين وانت مين" في أغنية "زرع التحرير"، تضامن مع فلسطين بأكثر من أغنية وطنية، أبرزها "قدس العرب" و"يا قدس جايين" التي صوّرها على طريقة الفيديو كليب في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وغنّى معين الصراع العربي - الإسرائيلي، في رائعته "محكمة التاريخ" التي صدرت عام 2009 وتشعر حين تسمعها أنها تجسّد الواقع الفلسطيني الحالي، وتقول كلماتها التي كتبها الشاعر نزار فرنسيس:
بكرا محكمة التاريخ
شو بتخبر للأجيال
عن علم بيرمي صواريخ
حضارة بتقتل أطفال
كما غنّى "أرض السماء" التي حمل خلالها رسالة واضحة لعدم التطبيع مع إسرائيل وتسليمها الأرض، وتضمّن الكليب الخاص بها مشاهد دراميّة تُظهر الاعتداءات والانتهاكات بحقّ الشعب الفلسطيني الذي لا يعرف الاستسلام بل يقاوم دفاعاً عن أرضه المقدّسة. ويقول مطلعها: "يتحدّثون عن السلام كأنهم هم أهله أو أنهم أهل البلاد... لن ننسى يوماً يا إلهي كيف احترقنا... يا رب قد صار الألم فينا اختباراً للأبد قتلوا الجسد سرقوا البلد صار النشيد من الرماد".
وفي مبادرة شخصية منه، حيّا معين روح الشهيدة الفلسطينية الإعلامية شيرين أبو عاقلة التي سقطت بغدر وحقد رصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيتها الميدانية للأحداث في مخيم جنين، من خلال تخصيصها بأغنية مصوّرة حملت اسمها "شيرين.
وحرّك معين المشاعر في رثائه لابنة القدس العربية، متوجّهاً بالتحية إلى فلسطين الأبية وأهلها المقاومين كما ورد في كلمات الأغنية التي تقول: "قاومتِ ونلتي الشهادة، وشرّفتي يا حرة بلادي يا ذل وعار الأعادي لغدروكي بجنين، الشهادة ما بتعني موتك، وبدو يبقى عالي صوتك، وينادي فلسطين، فلسطين… يا بنت القدس العربية، لفوّك بعلم وكوفيّة، يا صرخة حق وحرية عاشت فينا سنين".
وآخر رسالة وجّهها معين إلى إسرائيل جاءت عبر أغنيته "صنّاع الحرية"، وتقول كلماتها: "مهما غيّرت عناوين بأرض الطهارة والدين، رح يبقى اسمها فلسطين وعاصمتها القدس العربية، غصب عنك رح بتفل وعا جبينك مرسوم الذل، إلنا الأرض وما منملّ، ونحنا صنّاع الحرية".