TRENDING
كلاسيكيات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

أحمد زكي وصلاح جاهين علاقة أبوّة وعشق

أحمد زكي وصلاح جاهين علاقة أبوّة وعشق

النجم المصري أحمد زكي والشاعر صلاح جاهين

أحمد ذكي وصلاح جاهين علاقة من طراز فريد. أكبر من صداقة، أقرب لأبوة. التفاني بينهما أشبه بعشق. عندما خطف الموت صلاح جاهين تحوّلت حياة النمر الأسود إلى كابوس.

صلاح جاهين الشاعر والكاتب والمنتج ورسام الكاريكتور. ينظر إليه البعض كفنان لديه حسّ خاص يساعده في اكتشاف المواهب الفنية ومساعدتها لسلوك طريق النجومية. فهو من ساعد في اكتشاف علي الحجار وأحمد زكي وشريف منير وغيرهم. كما ارتبط بعلاقة صداقة قوية مع الفنانة سعاد حسني وأحمد زكي ودفعهما للعمل معاً في مسلسل "هو وهي" الذي كتب أغانيه كاملةً.


بصمات جاهين في حياة أحمد زكي

المتتبع لحياة أحمد زكي سيجد إشارات كثيرة إلى دور الشاعر صلاح جاهين في الإيمان بقدرات الممثل الكبير، فقد ساعده بعدما رفض رمسيس نجيب أن يمنحه البطولة أمام سعاد حسني في فيلم "الكرنك" وسعى "جاهين" ليضع أحمد زكي في دور البطولة أمام النجمة الكبيرة في "شفيقة ومتولي".

تعرّف أحمد زكي على صلاح جاهين عندما كان زكي طالباً في السنة الأولى بمعهد الفنون المسرحية، قادماً من محافظة الشرقية بسذاجة الريفي وانكسار اليتيم وطموح الفنان الذي يعرف قدر نفسه.

صلاح جاهين وسعاد حسني

كلمة "لا" كانت الودّ الأبدي

تقارَب الرجلان في لحظة بالغة الدقة، قرّر مخرج ألماني جاء لإخراج استعراض مسرحي عن تاريخ القاهرة، أن يقوم أحمد زكي ببطولة الاستعراض الذي كتبه صلاح جاهين، حيث كان الأصدق بين كل الذين تقدّموا لأداء هذا الدور، ففضّلوه عليهم جميعاً. فهتف المخرج الألماني قائلاً: هذا الولد موهوب وسوف آخذه معي لدراسة المسرح في برلين.

لكن صلاح جاهين قال له: "لا، يجب أن يبقى في بلده، ونشأت صداقة بين الاثنين. سأله صلاح جاهين عن المكان الذي يقيم فيه وعرف أنه مجرّد بنسيون (فندق صغير) في وسط المدينة. وطلب منه أن يتردد عليه، دائماً، وأن يحافظ على الاتصال به.

صلاح جاهين

جاهين عالج الجروح النفسية لـ أحمد ذكي

يقول أحمد ذكي في إحدى لقاءاته عن صلاح جاهين: "كان بالنسبة لي الأب الروحي والصديق. نجح في التعامل مع حالتي النفسية، وخفّف كثيراً من تشاؤمي، وحقق نوعاً من التوازن النفسي الذي كنت أحتاجه بشدة. كان يشجعني باستمرار مؤكداً لي: "إنت حتكون كويس قوي". وشعرت معه بالأمان الذي كنت افتقده خصوصاً عندما عرف مجمل ظروفي". وأضاف/ "تبنّاني نفسياً وفنياً، لذا ظللت أحمد الله أنه عوّضني بهذا الأب الحنون الذي حمل همي حتى آخر لحظة من حياته".

الرحيل الذي أخذ معه الروح

يكشف زكي أن يوم وفاة صلاح جاهين كان أسوء أيام حياته، ويقول: "شعرت باليتم الحقيقي حينما رحل. كان أفظع خبر تلقيته هو نبأ وفاته، كنت حينها في مستشفى "لندن كلينك" أجري استئصال للمرارة وأعاني من قروح المعدة. وعرفت أنه أوصى الجميع بي قبل وفاته. لهذا لم أستوعب صدمة رحيله، ورفض جسمي أن يتواءم مع الجرح بعد سماعي الخبر المشؤوم وبقيت تحت العلاج في المستشفى مدة 50 يوماً.

وأردف أحمد زكي: "حرصت الإدارة بأن تحضر لي أطباء أعصاب ونفسيين حتى أتماثل للشفاء. رغم تحسّن صحتي الجسدية لكن إحساسي بالمرارة لم يفارقني أبداً، فبرحيله فقدت شيئاً من نفسي".

ويصف أحمد زكي في لقاء آخر مدى متانة علاقته بجاهين، فيقول: "تخيّل مقدار عشقي لهذا الرجل النادر... صلاح جاهين مات حباً في هذا الوطن، امتلأ قلبه بالحب فلم يتحمل ورحل. أراد السعادة للجميع واحتفظ لنفسه بالدموع، منحنا الفرح وأخذ الحزن، أعطانا البهجة، وعاش للاكتئاب".

أحمد زكي

أحمد زكي الذي ولد عام 1946 وتوفي في 27 آذار/ مارس عام 2005 بعد إصابته بسرطان الرئة، جسّد خلال مسيرته الفنية نماذج مختلفة من أطياف المجتمع المصري، من بينها شخصيات: البوّاب والمتسلّق الطفيلي، التاجر الجشع المحتكر، الضابط المتسلّط والباحث عن العدل والحق، وهو الطبّال والمدمن، والملاكم، والصعيدي المطارد، والبريء، ومصفّف الشعر.


كما جسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم "ناصر 56" وشخصية الرئيس محمد أنور السادات في فيلم "أيام السادات" وشخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل "الأيام" وشخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم "حليم"، ورحل قبل انتهاء التصوير. وتمّ عرض الفيلم بعد وفاته عام 2006.

بوستر فيلم "ناصر 56"


بوستر فيلم "أيام السادات"

يُعدّ أحمد زكي ثالث أكثر الممثلين تواجداً في قائمة أفضل مئة فيلم مصري عام 1996، حيث له في القائمة ستة أفلام وهي: البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية. وفي أرشيفه أكثر من 70 فيلماً سينمائياً.

يقرأون الآن