TRENDING
كلاسيكيات

فريد الأطرش.. وصية لم تُكتب وأسرار الساعات الأخيرة في حياة الموسيقار

فريد الأطرش.. وصية لم تُكتب وأسرار الساعات الأخيرة في حياة الموسيقار

في لحظة مواجهة حقيقية مع الموت، دخل الموسيقار الكبير فريد الأطرش المستشفى إثر نوبة قلبية مفاجئة. شعر بقرب النهاية، وفكر بكتابة وصيته… لكنه، على غير المتوقع، نهض من فراشه، وعاد إلى الحياة.


لكن تلك العودة لم تدم طويلًا. ومعها رحل فريد دون أن يترك وصية رسمية مكتوبة، لا لدى قاضي الدروز، ولا مسجلة في مصر، ولا حتى بخط يده.

ما قاله محاميه لا يُعد وصية

يقول المحامي محمود لطفي، الصديق الأقرب إلى فريد في سنواته الأخيرة: "كل ما قاله لي فريد يدخل تحت باب الرغبة أو التوجيه، لأن القانون يشترط أن تكون الوصية مكتوبة وفي حالة ذهنية مستقرة، لا على فراش الموت."

وأضاف: "الوارث الوحيد قانونيًا هو شقيقه فؤاد الأطرش. أخبرته برغبات فريد، ويبقى تنفيذها أو عدمه قرارًا شخصيًا له."


فؤاد الأطرش: “سأنفذ كل رغباته”

أكد فؤاد الأطرش أنه ملتزم بتنفيذ ما أراده شقيقه الراحل، وسلّم المحامي قائمة بالمكافآت التي طلب فريد تقديمها للخدم، وكان من بينها مبلغ 3000 جنيه.

معًا، دخلا غرفة نوم فريد – التي لم تُفتح منذ مغادرته الأخيرة إلى القاهرة – وفتحا خزانة حديدية لم يكن يعرف أرقامها سوى المحامي لطفي. كانت تحتوي على ما يكفي لتغطية بعض من مكافآت الخدم.

وهناك، وسط الغبار والذكريات، عثر فؤاد على المصحف الذي فقده فريد، وكان يشعر بالتشاؤم لفقدانه. احتضنه فؤاد ووضعه على صدره وهو يبكي بحرقة.

سلوى القدسي… وذكرى خالدة

سلوى القدسي، خطيبة فريد الأطرش، طلبت أن تحتفظ بتذكار من حبيبها الراحل. واتُفق على أن تأخذ زرّين ماسيين كانت قد أهدتهما له قبل وفاته.

ديون، كازينو، وقلوب محبة

قال المحامي لطفي: "لا نعلم ما سيكون مصير الكازينو الذي أنشأه فريد، لكننا اتفقنا أن يديره منير الأطرش لفترة تجريبية من 6 أشهر."



وأكد أن هناك ديونًا مستحقة على فريد في بيروت، من ضمنها أثمان تذاكر طيران ومستحقات لتجار الكازينو. وأضاف: "سدا

د هذه الديون له الأولوية على أي تصرف آخر."

21 ألف جنيه… وأمانة لن تُنسى

صرّح محمود لطفي بأن فريد ترك معه 21 ألف جنيه، وكان قد قال له: "هذا المبلغ حقك أنت."

لكن المحامي رفض اعتباره ملكًا له، وقال: "إنها أمانة… سأخصصها لتخليد ذكرى فريد الأطرش."
وعندما نقل هذا إلى فؤاد، قال له: "هذا كله من خيره… وأنا أوافقك، وإذا تطلب الأمر مبلغًا أكبر، فأنا مستعد."

فريد الأطرش… غاب الجسد وبقي الأثر

لم يترك فريد الأطرش وصية، لكنه ترك ما هو أبلغ: "أثرًا فنيًا خالدًا، وقلوبًا لا تنساه. وبين مصحفه، وأمانته، وتفاصيله الصغيرة، نكتشف أنه عاش كبيرًا حتى النهاية، بصمت الكبار وكرم الفنان الحقيقي".

يقرأون الآن