TRENDING
كلاسيكيات

في الذكرى الـ51 لرحيل فريد الأطرش… وصية وحكايات إنسانية كُشفت بعد الرحيل

في الذكرى الـ51 لرحيل فريد الأطرش… وصية وحكايات إنسانية كُشفت بعد الرحيل

تحلّ اليوم، 26 سبتمبر، الذكرى الواحدة والخمسون لرحيل الموسيقار الكبير فريد الأطرش، أحد أعمدة الموسيقى العربية في القرن العشرين، وصاحب البصمة الخالدة التي تجاوزت حدود الزمن. وفي هذه المناسبة، نستعيد تفاصيل إنسانية دقيقة من كواليس أيامه الأخيرة، كما وردت في مقال نشرته مجلة «الموعد» عقب وفاته، كاشفةً عن حقيقة وصيته التي لم تُكتب، وما دار حول تركته ورغباته الأخيرة.

وصية فريد الأطرش… رغبات بلا سند قانوني

بحسب ما أورده المقال، تعرّض فريد الأطرش لنوبة قلبية نُقل على إثرها إلى المستشفى، وفي لحظة شعر فيها بدنو الأجل فكّر في كتابة وصيته. غير أن تحسّن حالته المفاجئ وعودته إلى حياته الطبيعية جعلاه يؤجل الأمر، فلم يكتب وصية رسمية، ولم يسجلها لدى قاضي الدروز أو في القاهرة، كما لم يترك وصية بخط يده.

المحامي محمود لطفي، الذي رافق فريد الأطرش في سنواته الأخيرة، أوضح أن كل ما قاله الموسيقار الراحل لا يرقى إلى وصية قانونية، بل يندرج ضمن إطار “الرغبات والتوجيهات”، مشددًا على أن أي شريعة تشترط وصية مكتوبة في حالة صحية تسمح بالتفكير المستقيم، وليس على فراش المرض.

فؤاد الأطرش… الوريث الوحيد وتنفيذ الرغبات

وفقًا للتفسير القانوني، فإن الوريث الوحيد لفريد الأطرش هو شقيقه فؤاد الأطرش. ورغم أن تنفيذ رغبات الراحل لم يكن إلزاميًا، أكد فؤاد تمسكه بتنفيذها كاملة، في موقف عكس عمق العلاقة التي جمعته بشقيقه.

وقد سلّم فؤاد المحامي محمود لطفي قائمة بمكافآت الخدم بلغت قيمتها ثلاثة آلاف جنيه. كما توجها معًا إلى غرفة نوم فريد الأطرش، التي ظلت مغلقة منذ مغادرته القاهرة في رحلته الأخيرة، حيث فتحا الخزانة الحديدية الصغيرة التي لم يكن يعرف أرقامها السرية سوى فريد ومحاميه، ووجدوا بداخلها مبلغًا يغطي مكافآت الخدم. 

المصحف والدموع… لحظة إنسانية مؤثرة

من أكثر اللحظات تأثيرًا التي وثّقها المقال، عثور فؤاد الأطرش على مصحف شقيقه في غرفة نومه، وهو المصحف الذي كان فريد يبحث عنه طويلاً وتشائم من فقدانه. وما إن رآه فؤاد حتى وضعه على صدره وانفجر باكيًا، في مشهد إنساني يلخص علاقة الأخوّة والوفاء.

سلوى القدسي وتذكار الحب الأخير

بدورها، عبّرت سلوى القدسي، خطيبة فريد الأطرش، عن أمنيتها في الاحتفاظ بتذكار من حبيبها الراحل. وتم الاتفاق على أن تحتفظ بزرّين ماسيين كانت قد أهدتهما له قبل وفاته، ليبقيا شاهدين على قصة حب لم يكتب لها الاكتمال.

ديون الكازينو وأمانة الـ21 ألف جنيه

كشف محمود لطفي أن فريد الأطرش كان يمتلك كازينو خاصًا، وأن عليه ديونًا في بيروت، تشمل أثمان تذاكر طيران ومستحقات لتجار تعاملوا معه في إدارة الكازينو. وأكد أن سداد هذه الديون يجب أن يسبق أي تصرف آخر في التركة، مشيرًا إلى اتفاق مع منير الأطرش على إدارة الكازينو لفترة تجريبية مدتها ستة أشهر لتقييم الوضع.

كما أوضح أن فريد الأطرش ترك لديه مبلغ 21 ألف جنيه، وكان قد أخبره بأنها حق له، إلا أن لطفي رفض ذلك واعتبره “أمانة”، مقترحًا تخصيص المبلغ لتخليد ذكرى الموسيقار الكبير. وهو ما قوبل بموافقة فؤاد الأطرش، الذي أبدى استعداده لدعم أي خطوة إضافية تخدم هذا الهدف.

إرث يتجاوز المال

بعد 51 عامًا على رحيله، لا يزال فريد الأطرش حاضرًا في الوجدان العربي، ليس فقط بألحانه وصوته، بل أيضًا بقيمه الإنسانية التي ظهرت جلية في تفاصيل ما بعد الرحيل. وصية لم تُكتب، لكنها تحوّلت إلى حكاية وفاء، وأمانة، وذكرى خالدة لفنان استثنائي لن يتكرر.