TRENDING
كلاسيكيات

وفاة فريد الأطرش.. وعد الطبيب بالخروج يوم الخميس فخرج جثة هامدة

وفاة فريد الأطرش.. وعد الطبيب بالخروج يوم الخميس فخرج جثة هامدة

في صباح يوم الخميس، استيقظ الفنان فريد الأطرش داخل غرفته في مستشفى الحايك ببيروت، وطلب من شقيقه فؤاد أن يشاهد فيلمه الجديد "نغم في حياتي" ليبدي رأيه فيه. بعدها توجّه إلى طبيبه المعالج قائلاً:

 "وعدتني أن أخرج من المستشفى يوم الخميس، واليوم الخميس" 

لكن الطبيب ردّ بحزم:

 "لن تخرج قبل نهاية السنة، حالتك تحتاج متابعة."

كان فريد يشعر بأن يومه الأخير يقترب، ومرت عليه الدقائق ببطء حتى دقت الساعة الرابعة عصرًا.


لحظة الرحيل

في ذلك التوقيت، شعر فريد بالجوع وطلب من الممرضة سلوى أن تحضر له بعض الطعام، فأتت بمهلبية تناول منها ملعقة واحدة فقط، قبل أن يشعر بحرقة وألم شديد في صدره. أسرعت سلوى لاستدعاء الممرضة الفرنسية المسؤولة عن حالته، التي فوجئت بفريد يقول بصوت متعب:

 "أشعر بنار في معدتي... أنقذوني."

وضعت الممرضة جهاز الأوكسجين على فمه، لكنه صرخ قائلاً:

"ابعديه عني... سيخنقني."

لم تمر دقائق حتى سكت صوته تمامًا. حاول الطبيب حجار إنعاشه بالتدليك، لكن دون جدوى.

رحل فريد الأطرش عن عمر ناهز 64 عامًا، بعد أن صدق وعد الطبيب بطريقة لم يتخيلها أحد… خرج من المستشفى يوم الخميس، جثة هامدة.

المصحف المفقود يظهر بعد الرحيل

بعد إعلان الوفاة، عثر شقيقه فؤاد على المصحف الذي كان فريد يحتفظ به واختفى لفترة، ليضعه على صدر شقيقه الراحل وهو يبكي بحرقة.

وفي بيروت، عمّ الحزن بين محبي فريد، بينما في القاهرة، نزلت الجماهير إلى الشوارع تسأل عن حقيقة الخبر. أما الموسيقار محمد عبدالوهاب، فقد دخل في صدمة فور سماعه نبأ الوفاة، وسارع بالتواصل مع وزير الثقافة يوسف السباعي لترتيب مراسم الجنازة.

وداع صامت في القاهرة

نُقل الجثمان من بيروت إلى القاهرة بعد موافقة الطائفة الدرزية، وفق وصية الراحل بأن يُدفن بجوار شقيقته أسمهان. حرص فؤاد الأطرش على إخفاء موعد الوصول لتجنب تكدس الجماهير في المطار، ولضمان عدم اعتراض الدروز على نقل النعش.

عند وصوله إلى القاهرة، استقبلت الآلاف من الجماهير النعش، وسط غياب الفنانين كما اتفق مسبقًا.

وفي طريقه إلى مستشفى المعادي للقوات المسلحة، قال فؤاد للسائق وهو يجهش بالبكاء:

 "لماذا تسرع؟ فريد كان يحب الحياة… لماذا أخذه الله قبلي؟ الملايين يحبونه، وأنا أتعس أخ في الدنيا."