في مثل هذا اليوم، 20 أيار/مايو، من عام 2021، ودّع الوسط الفني والعربي أحد أبرز رموز الكوميديا في مصر والعالم العربي، الفنان الكبير سمير غانم، الذي توفي متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، بعد مسيرة فنية دامت لأكثر من خمسين عامًا من البهجة والضحك والروح الخفيفة.
إصابة مفاجئة بكورونا ونهاية حزينة
كان سمير غانم قد أُصيب بفيروس كورونا في نيسان/أبريل 2021، وتدهورت حالته الصحية سريعًا بسبب مشكلات مزمنة في الكلى، مما استدعى نقله إلى المستشفى ووضعه على أجهزة التنفس الصناعي. وعلى الرغم من محاولات الأطباء المكثفة، فقد توفي عن عمر ناهز 84 عامًا، تاركًا حزنًا عميقًا في قلوب الملايين.
دلال عبدالعزيز... جسدها يُقاوم وقلبها لا يعلم
في نفس الوقت، كانت زوجته، الفنانة دلال عبدالعزيز، تخوض معركة مماثلة مع فيروس كورونا، ترقد في جناح آخر بالمستشفى، في حالة صحية حرجة. وبناءً على طلب العائلة، قرر الأطباء إخفاء خبر وفاة سمير عنها، خوفًا من أن يؤدي الحزن المفاجئ إلى تدهور حالتها، خاصة أنها كانت تعتمد بشكل شبه كامل على أجهزة الأوكسجين، رغم تحسن طفيف حال دون عودتها للحياة الطبيعية.
رسالة لم تُقرأ… ووداع لم يحدث
رغم عدم معرفتها بوفاة زوجها، كتبت دلال عبدالعزيز رسالة مؤثرة إلى سمير خلال وجودها في المستشفى، قالت فيها:
"أكثر ما يؤلمني ليس المرض، بل الألم الذي يشعر به سمير من نفس المرض."
لكن الرسالة، التي احتفظت بها ابنتاها دنيا وإيمي، لم تصل إليه أبدًا. ولم تدرك دلال أن شريك حياتها قد غادر، لتظل تُقاوم المرض بجسدٍ منهك وروح تبحث عن الأمل.
وفاة دلال عبدالعزيز بعد أسابيع... دون أن تعرف
تحسنت حالة دلال لفترة قصيرة، وتمكنت من الحركة داخل غرفتها، لكنها انتكست بسبب مضاعفات تليف الرئة، وتدهور مستوى الوعي تدريجيًا حتى رحلت في 7 اب/أغسطس 2021، دون أن تعلم أن سمير سبقها إلى العالم الآخر، وكأن القدر أراد لهما أن يجتمعا بعيدًا عن ألم الفقد.
قصة وفاء نادرة في زمن متغير
قصة سمير غانم ودلال عبدالعزيز ليست فقط حكاية حب بين نجمين، بل هي نموذج نادر للوفاء، والرحيل الصامت الذي يعكس عمق العلاقة بينهما. لم يقرأ رسالتها، ولم تعرف هي أنه مات، لكن نهايتهما بقيت خالدة في قلوب محبيهم كأحد أكثر مشاهد الحب الحقيقي صدقًا.