في مشهد يختصر وجع غزة، استشهدت الفنانة الفلسطينية ابتسام نصار بعد ساعات فقط من نعيها زوجها وأبنائها الذين قضوا في قصف إسرائيلي قبل أشهر.
ابتسام، التي كانت تنزح مع ما تبقّى من عائلتها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استُهدفت بغارة جوية فجر الثلاثاء 20 أيار/مايو 2025، لتلحق بعائلتها وتُكمل مشهد الفقد الكامل.
كانت آخر كلماتها على فيسبوك رسالة صبر وتسليم بقضاء الله، كتبت فيها:
"ما فقدناه سيعوضنا الله خيرا في جنة عرضها السماوات والأرض... اللهم قوة، اللهم ثباتا، اللهم نصرا."
الغارة التي استهدفت مكان نزوحها أسفرت عن استشهاد 15 فردًا من عائلتها، من بينهم ابنها، وأقاربها أحمد، نعمة، وأماني نصار، لترتفع حصيلة الشهداء في ذلك اليوم إلى 67 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ابتسام نصار كانت من أبرز وجوه الدراما المحلية في غزة، وعُرفت بأدوارها التي جسدت فيها معاناة المرأة الفلسطينية، لتغدو قصتها الشخصية اليوم امتدادًا حقيقيًا لما مثّلته فنيًا: امرأة صامدة، أم شهيد، زوجة شهيد، وها هي اليوم شهيدة تلتحق بأحبتها في مشهد مؤلم تختصر فيه مأساة شعب بأكمله.
وسارع عدد من الفنانين والنشطاء لنعيها على وسائل التواصل، مؤكدين أن فقدها "ليس فقدًا لفنانة فحسب، بل لإنسانة حملت قضايا الوطن والمرأة والوجع الفلسطيني على خشبة المسرح وفي حياتها".