لا يزال خبر انفصال الفنان المصري أحمد السقا عن زوجته مها الصغير يثير تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. وبعيدًا عن الجدل المعتاد، قدّم المدرب محمد زكريا تحليلًا نفسيًا وإنسانيًا عميقًا لهذا الحدث، تناول فيه الفروقات الشخصية والنفسية بين الطرفين، من منظور يلامس واقع الكثير من الأسر.
صورة نمطية ناجحة... إلى حين
أحمد السقا هو بلا شك واحد من أكثر النجوم المصريين الذين نجحوا في ترسيخ صورة "الرجل الجدع" و"ابن البلد"، صورة تتناغم مع شخصيته الحقيقية كما يروي المحيطون به. إلى جانبه، ظهرت السيدة مها الصغير كزوجة متفرغة لتربية الأبناء، صانعة لعالم هادئ ومتوازن داخل المنزل.
لكن مثل هذه الصورة، رغم نجاحها الظاهري، قد تخفي صراعات كامنة تتعلق بالاختلافات النفسية في الشخصية والرغبات والدوافع الحياتية.
البصري والحسي... تركيبة مثالية تبدأ بالتكامل
يحلّل المدرب محمد زكريا شخصية السقا بوصفه "بصريًا":
سريع الحركة والقرارات
يرى العالم كمشاهد وصور
تسيّره الخيالات
يتفاعل مع الجسد بشكل واضح
قد يقاطع الحديث كثيرًا
يتخذ قراراته انطلاقًا من تصوّرات داخلية
مندفع بطبعه
في المقابل، تُصنَّف السيدة مها الصغير ضمن الشخصيات "الحسية":
قراراتها بطيئة ومدروسة
تفسر العالم من خلال المشاعر
تحركها الأحاسيس وليس الصورة
قليلة المقاطعة أثناء الحديث، لكنها تندم بعد انتهائه
تعاني من تأنيب الضمير المستمر
تبني قراراتها على ما تشعر به داخليًا
هذا الاختلاف ليس سلبيًا، بل على العكس، هو تركيبة نفسية متوازنة غالبًا ما تنتج علاقة مستقرة. حيث يميل الرجل البصري للسيطرة والحماية، بينما تميل المرأة الحسية للهدوء والخضوع، فتتشكل لوحة أسرية هادئة من رجل مسيطر، امرأة مطيعة، وأطفال ينعمون بالأمان.
التمرد بعد النضج... ومأزق الراحة الذكورية
لكن مع مرور الوقت، وعندما كبر الأبناء، وجدت السيدة مها نفسها وحيدة، بعد أن أدت رسالتها كأم وزوجة. هنا، بدأت تطلب ما تراه حقًا طبيعيًا: العمل وتحقيق الذات.
غير أن هذا الطلب، بالنسبة لشخصية بصرية مثل السقا، يُترجم كتهديد للنظام المستقر، وخرق لمنطقة الراحة التي ضمنت استمرارية العلاقة.
ليس السقا مجرمًا، ولا مها متمرّدة شريرة، بل هما نموذج واقعي لصراع الأدوار حين تتحوّل الأولويات مع الزمن.
كان يكفي بعض الحكمة...
يؤكد المدرب زكريا أن هذه المرحلة كانت لتُدار بطريقة أنضج. فبدلًا من الصدام، كان من الممكن أن يدعم السقا زوجته في اخ
تيار مسارها المهني، خصوصًا بعد أن قدّمت له أسرة مستقرة وشبابًا صالحين.
لكن الصراع تصاعد، وبلغ مرحلة يصعب فيها التفاهم، فكان الانفصال هو الحل الأنسب... بدلًا من إجبار الزوجة على البقاء داخل جدران المنزل ضد إرادتها، وهو أسوأ من الطلاق نفسه.
حياة جديدة... ولكن باحترام متبادل
انتهى الزواج، لكن لم تنتهِ الكرامة. فالرجل الآن يركّز على عمله وأولاده، والمرأة تحيا حياة جديدة محترمة، بكيان مستقل وأبناء يفتخرون بها.
ويشير زكريا إلى أنه لا يزعم أن العمل وحده كان سبب الطلاق، ولكنه كان أحد العناصر الظاهرة في الخلفية. ففي كثير من الأحيان، يقول الرجل إنه "يوافق" على عمل زوجته، لكن في داخله يخشى التغيير، ويقاومه من أجل راحته الشخصية.
لقاء إنساني.. كشف الكثير
يختم المدرب زكريا تحليله بالإشارة إلى لقائه السابق بالسيدة مها الصغير في برن
امج الستات مايعرفوش يكدبوا مع الإعلامية مها بهنسي، حيث لمس شخصيًا في مها شخصية حسية رقيقة هادئة، تفيض بالأدب والاحترام.
خاتمة: صراع متكرر... يستحق الفهم لا الإدانة
هذه القصة ليست قصة طلاق شهيرين فقط، بل مرآة لصراعات داخل كثير من البيوت. قصص يبدأ فيها الزواج بالتكامل، ثم يتغير إيقاع الحياة... فيتطلب الأمر وعيًا جديدًا، لا حكمًا ولا إدانة.
كل التوفيق للطرفين، في طريقين جديدين... لا ينفيان قيمة ما كان، بل يبنيان على أن الحياة تستمر، ولكن بشكل مختلف.