في خطوة كان يُفترض أن تكون ضربة الموسم، انطلق مسلسل "آسر" مدججًا بنجوم من الصف الأول: باسل خياط، باميلا الكيك، مجدي مشموشي، عباس النوري، زينة مكي، سامر المصري، وخالد القيش. تشكيلة من العيار الثقيل، تكفي – نظريًا – لإنقاذ أي عمل درامي من الغرق. لكن الحقيقة كانت كصفعة باردة على خد المتفائلين: الجمهور انسحب، والنار التي وُعِد بها المشاهد تحولت إلى رماد بارد لا دخان له.
أعظم مسلسل تركي ولكن..
الاقتباس من "إيزيل"، أعظم مسلسل تركي باعتراف النقاد والجماهير، كان وعدًا مغريًا. لكن "آسر" أثبت أن النسخ بلا بعد نظر جريمة فنية.
الأحداث تمشي كالسلحفاة التي فقدت الطريق، الشخصيات مفرغة من العمق، أقرب إلى ديكور متكلم منها إلى بشر حقيقيين. أما الإيقاع؟ فبليد يجثم على الأنفاس، لا صعود، لا ذروة، لا لحظة تلفزيونية تستحق أن يقال عنها "ماستر سين"، ولا حتى مقاطع منتشرة على السوشال ميديا تثير الجدل أو الإعجاب.
المشاهدون انسحبوا
كثير من المشاهدين تعبوا من الانتظار. من الترقب. من الجلوس أمام شاشة تُفرغ وقتهم دون مقابل. تركوه دون ندم. ومن بقي لا ينتظر خلاصًا، فقط يمرر الحلقات بتبلد.
كيف يُدفن مسلسل بكل هذه الإمكانيات؟ ببساطة: حين يُختزل بنجوم كبار دون نص يليق، وحين تُقتل الشخصية قبل أن تولد، وحين يتحول العمل إلى دوامة ملل، لا مرآة واقع ولا حتى خيال جامح.
"آسر " هو الدليل الحي أن لا نجم يسطع وحده في ظلام نص مهزوز. مسلسل أراد أن يكون "إيزيل"، فانتهى كظل باهت له... مجرد ذكرى مُحبطة على شاشة فارغة من الإحساس.