TRENDING
مشاهير العرب

مها الصغير و"لوحة الألم المسروقة": كيف استسهلت خداع الرأي العام في عصر الأنترنت؟

مها الصغير و

في خطوة بدت لأول وهلة محاولة لتلميع الصورة بعد طلاق مثير للجدل من النجم أحمد السقا، ظهرت مها الصغير في برنامج منى الشاذلي وهي تعرض لوحة فنية قالت إنها من أعمالها، تجسّد الألم الذي مرت به في السنوات الأخيرة. بدا المشهد محكم الحبكة: امرأة جريحة، حولت المعاناة إلى فنّ، والدمع إلى لون.


لكن المفاجأة الكبرى لم تتأخر.

الفنانة الدنماركية ليزا نيلسون فجّرت القنبلة: "هذه لوحتي، رُفعت من الإنترنت دون إذني"، مؤكدة أن حقوقها كفنانة انتُهِكت علنًا وعلى شاشة تلفزيونية عربية شهيرة.


محاولة للتطهر الفني؟

قد يكون من السهل فهم سياق ظهور مها كـ"فنانة متألمة". فمنذ طلاقها، تصدّرت اسمها العناوين ليس فقط بسبب الانفصال، بل لما تلاه من تسريبات وشائعات عن علاقة عاطفية مع نجم شاب كانت تستعد للارتباط به. ربما أرادت تغيير السرد، إعادة تقديم نفسها بصورة "المرأة التي نزفت فنًا" بدلًا من "المرأة التي أثارت الجدل".

لكن هذه المحاولة، على ما يبدو، انقلبت ضدها.

في عصر الإنترنت.. كيف ظنّت أن أحدًا لن يكتشف؟


وهنا تُطرح التساؤلات التي يصعب تجاهلها:

ألم تعلم مها أن الإنترنت لا يرحم، وأن كشف الزيف بات أمرًا فوريًا وسهلًا؟

كيف تجرأت على نسب لوحة لاسمها، في وقت بات فيه الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث تكشف أي مصدر بصري خلال ثوانٍ؟

ألم تتعظ من فضيحة #غادة_الوالي، التي أصبحت مثالًا للتندر بعد أن ادعت استخدام أعمال فنية دون إذن؟

بل وأكثر من ذلك، إذا كانت فعلاً تثق بطليقها السقا وتعرف أنه مطّلع على تفاصيل اهتماماتها، كيف تجرأت على خطوة يعلم مسبقًا أنها غير صادقة؟ هل غامرت بحقيقة يعلمها أقرب الناس إليها؟


هل أحمد السقا وراء التسريب؟

الغريب أن القصة لم تتوقف عند حدود الفن فقط. فقد أشارت تسريبات صحفية إلى أن من سرّب الواقعة هو أحمد السقا نفسه، كردّ فعل انتقامي من طليقته. وبينما دافع كثيرون عن السقا نافين أي علاقة له بالقضية، معتبرينها "فضيحة فنية بحتة"، تظل الحقيقة أن الخطأ بدأ حين حاولت مها الظهور بشيء لم تمتلكه.


الفن ليس وسيلة للهروب

في نهاية المطاف، لا أحد يُلام على الألم، لكن الجميع يُسأل حين يحاول استخدام الفن كغطاء للخداع. والدرس هنا واضح: لا أحد فوق المساءلة، مهما كانت خلفيته أو أوجاعه.

فالصدق وحده هو الذي يخلّد الفن، لا الادّعاء.