في لقاء نادر مع الإعلامي مفيد فوزي، كشف الفنان القدير عبد المنعم مدبولي عن محطات مدهشة في طفولته، حيث عمل في عدة مهن صيفية ساهمت في صقل شخصيته وموهبته لاحقًا.
وقال مدبولي إنه في صغره عمل "صبي" لدى عدد من الحرفيين، من بينهم الحلاق والنجار والسمسار والسباك والترزي، وحتى بائع الأحذية والسمكري، مشيرًا إلى أن وجوده في السوق وتعامله مع الزبائن منحه خبرات حياتية لا تُقدّر بثمن.
وسرد مدبولي موقفًا طريفًا حدث له أثناء عمله صبيًا عند أحد الخياطين (الترزي)، الذي كان متزوجًا من امرأتين ويتناول الغداء يومًا عند كل واحدة منهن. وفي إحدى المرات، وبينما كان الترزي خارجًا لتناول الغداء، قرر مدبولي الطفل أن "يتسلى"، فوجد قطعة قماش وفصل منها فستانًا لعروسة صغيرة كان يلعب بها. لكن المفاجأة كانت أن قطعة القماش هذه كانت تخص ياقة جاكيت يجري العمل عليه.
وأضاف الفنان الراحل أنه عندما عاد الترزي واكتشف غياب القماش، بدأ يبحث عنها حتى عثر عليها مخبأة بجانب الكرسي، ففهم على الفور أن مدبولي هو من عبث بها، ووجه له صفعة قاسية كانت لحظة لا تُنسى في ذاكرته.
واختتم مدبولي القصة بابتسامة قائلاً: "مرت السنين، ولما كبرت بقيت أروح له علشان يفصل لي"، في إشارة إلى استمرار العلاقة رغم الموقف الطفولي العفوي.
القصة تعكس روح عبد المنعم مدبولي البسيطة وحبه المبكر للفن والحِرف، وهي واحدة من ذكرياته التي تلقي الضوء على بداياته في الحياة قبل أن يصبح أحد أعمدة المسرح والدراما في مصر والعالم العربي.