TRENDING
رحيل زياد الرحباني: فجيعة للفن وتركَة فنية خالدة


فُجِع الوسط الفني والثقافي في لبنان والعالم العربي برحيل الموسيقار والفنان المتعدّد المواهب زياد الرحباني، الذي ترك وراءه عمارة فنية شاهقة في المشهد الإبداعي اللبناني.

نجل السيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني، ويُعدّ من أبرز المجدّدين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر.


زياد الرحباني (1 يناير 1956 - 26 يوليو 2025)

فنان، ملحّن، كاتب مسرحي وصحفي لبناني، عُرف بموسيقاه الحديثة وتمثيلياته السياسية الناقدة التي وصف من خلالها الواقع اللبناني الحزين بأسلوب ساخر بالغ الدقة.

تميّز أسلوبه بالسخرية والعمق، كما عُرف بانتمائه اليساري الجريء، فكان طليعياً شيوعياً وصاحب مدرسة فريدة في الموسيقى العربية والمسرح المعاصر.

مجدد في الموسيقى ومحلل للمجتمع

أدخل زياد الجاز والأنغام الغربية إلى الموسيقى العربية، ما جعله أحد أبرز روّاد التجديد في هذا المجال.

عام 1971، لحّن أولى أغنياته "ضلك حبيني يا لوزية"، وفي عام 1973، قدّم أول لحن لوالدته فيروز بعنوان "عم يسألوني عليك الناس"، بينما كان والده في المستشفى.

ظهر للمرة الأولى على المسرح في مسرحية "المحطة" للأخوين رحباني بدور شرطي، قبل أن يبدأ لاحقاً في تقديم أعمال مسرحية بأسلوب مختلف كلياً، إذ تحوّلت مسرحياته إلى مرآة سياسية واقعية، تلامس حياة الناس اليومية، خلافاً للطابع المثالي الذي طغى على مسرحيات الأخوين رحباني.


أبرز أعماله المسرحية:

سهرية (1973)

نزل السرور (1974)

بالنسبة لبكرا شو؟ (1978)

فيلم أميركي طويل (1980)

شي فاشل (1983)

بخصوص الكرامة والشعب العنيد (1993)

لولا فسحة الأمل (1994)

الكاتب الصحفي

لم تقتصر أعمال زياد على الموسيقى والمسرح، بل كتب أيضاً في الصحافة اللبنانية، لا سيما في جرائد "النداء"، "النهار"، و"الأخبار"، حيث تميّزت مقالاته بجرأتها وقدرتها على التوصيف الحاد والدقيق للواقع.

حياته الشخصية

تزوّج من السيدة دلال كرم وأنجبا ابنهما "عاصي"، إلا أنه تبين لاحقاً أنّ الطفل ليس ابنه البيولوجي. وقد اعترف زياد بأنّ مسؤولية فشل الزواج كانت تقع بمعظمها عليه.

كما عاش علاقة طويلة استمرّت 15 عاماً مع الممثلة اللبنانية كارمن لبس، انتهت بسبب عدم قدرة زياد على منحها الاستقرار العاطفي الذي كانت تبحث عنه.

التعاون الفني مع فيروز

بدأ التعاون بين زياد ووالدته السيدة فيروز منذ مراهقته، وحقق هذا التعاون نجاحات باهرة، حيث عُرفت موسيقاه بانطلاقتها وتجددها، وكلماته بصدقها وتجذّرها في الواقع.


من أشهر الأغنيات التي جمعت بين زياد وفيروز:

أنا عندي حنين

حبيتك تنسيت النوم

البوسطة

عندي ثقة فيك

مش قصة هي

بعتلك

سلملي عليه

عودك رنان

نطرونا

قديش كان في ناس

أبرز ألبوماته مع فيروز:

وحدن (1979)

معرفتي فيك (1987)

كيفك إنت (1991)

إلى عاصي (1995)

مش كاين هيك تكون (1999)

فيروز في بيت الدين (2000)

ولا كيف (2001)

إيه في أمل (2010)

رحل زياد الرحباني، لكن أثره سيبقى حيّاً، في كل لحن كتبه، وفي كل عبارة نطق بها على المسرح، وفي وجدان أجيال كاملة وجدت فيه صوتها الصادق والمتمرّد.