في الحلقة 85 من مسلسل "آسر"، نجا البطل (باسل خياط) من محاولة اغتيال جديدة كادت تودي بحياته، لكن شقيقه رامي كان الضحية الفعلية، بعد أن قرر غازي (مجدي مشموشي) تنفيذ المهمة التي كُلّف بها مقابل وعد بحياة جديدة. لحظة الاصطدام كشفت الكثير، ليس فقط عن المخاطر التي تحيط بآسر، بل عن عمق الأسرار التي ما زال يُخفيها.
آسر يعترف لحياة.. ويصمت أمام والده وشقيقه
في مشهد مشحون بالمشاعر، واجه آسر (باسل خياط) "حياة" (باميلا الكيك) بالحقيقة الكاملة: هو مجد. الحقيقة التي لطالما أنكرها أو دار حولها، صارح بها حياة، وأكد أنها كانت تعرف منذ اللحظة الأولى. أما رامي، الذي كان يسترق السمع من بعيد، فقد صُدم باكتشاف أن شقيقه الذي ناح عليه ميتًا، لا يزال حيًا. الصدمة لم تكتمل، إذ ما لبث أن ضحى بنفسه لإنقاذه، قبل أن يسمع من شفتيه الحقيقة التي لم تُقل له طوال سنوات.
الوحيده الي فهمت وصدقت انه مجد بس من نظره لانها اصلا بقت حاسه من قبل ?☹️ #اسر pic.twitter.com/EcBm9oh0kK
— Luza ? (@peuCubarsi) July 30, 2025
لماذا لا يعرف الأب؟
وسط كل هذه الانكشافات، يبقى الأب وحده في دائرة المجهول. لا يعلم أن آسر هو مجد، الابن الذي ظنه مات، والذي كاد هو نفسه أن يفقد حياته خلال عملية قلب معقدة. السؤال الجوهري هنا: ما الجدوى من هذا الإخفاء؟
في البداية، كان الخوف من كشف الهوية مبررًا: حماية العائلة من تبعات الانتقام والتورط في مؤامرات الأصدقاء الخونة. لكن اليوم، وبعد أن أصبحت الهوية مكشوفة للجميع – حتى الأعداء – ما الذي يمنع آسر من مصارحة والده بالحقيقة؟
بنفس اللحظة الي عرف فيها انه اخوه ما لحقنا نفرح مثل رامي موته صعب ??#آسر pic.twitter.com/P2sBO5joeI
— joOj (@Jooj___14) July 30, 2025
انتقام ناقص.. وعدالة مؤجلة
قصة الانتقام التي بُني عليها المسلسل، تحوّلت إلى سلسلة تنازلات وتسويات رمادية. ما الذي جنّاه مجد من انتقامه؟ مجرد استرداد أموال من أصدقاء باعوه، مقابل 12 عامًا في السجن؟
لماذا أنقذ راغب (خالد قيش) من السجن، ووضع بدلًا منه "كبش محرقة"؟ لماذا لم يفضح عزت (سامر المصري)، رغم امتلاكه فيديو يورطه بجريمة ارتكبها بنفسه ولُفقت لاحقًا لمجد؟ إذا لم يكن ذلك من باب الانتقام، فهل على الأقل لا يستحق مجد تبرئة اسمه قانونيًا؟
فوضى في الشخصيات وتشتت في الحبكة
المسلسل، الذي يُعتبر النسخة المعربة من العمل التركي الشهير "إيزيل"، يثبت أن القصة الجيدة وحدها لا تكفي إن لم تُدعَم بحبكة مقنعة وإيقاع متوازن.
الحلقات الأخيرة تعاني من فوضى درامية وتداخل شخصيات ثانوية لا دور حقيقي لها في مسار الأحداث. مثال صارخ على ذلك هو الظهور غير المبرر للممثل بيار داغر، بدور يبدو وكأنه أُقحم فقط لتلبية نموذج النسخة التركية التي تُدخل شخصيات جماهيرية عند انخفاض نسب المشاهدة.
"آسر"، الذي بدأ كمسلسل واعد، بات يراوح مكانه بين الإطالة المرهقة والقرارات السردية غير المفهومة. القصة التي قامت على الانتقام والهوية والعدالة، تتحول تدريجيًا إلى دراما مفككة، تفقد زخمها كلما تأخر البطل عن قول الحقيقة لمن يستحقها. والنتيجة: لا انتقام تحقق، ولا عدالة أنصفت، ولا حبكة أقنعت والمسلسل شارف على نهايته.