TRENDING
Reviews

أداء تحت المجهر: نجوم مسلسل "آسر" من نجح ومن أخفق؟

أداء تحت المجهر: نجوم مسلسل

بعد 90 حلقة مثقلة بالتقلبات والسرد المتعثر، أسدل الستار على مسلسل "أسر" الذي أثار جدلاً واسعاً منذ انطلاقه. ورغم الحضور الجماهيري الكبير، فإن العمل فشل في كسب الإجماع، خصوصاً مع حبكة مهلهلة ونص مفتقر للتماسك. هذا الواقع فرض على الممثلين تحدياً كبيراً؛ فمنهم من حاول مقاومة الانهيار الدرامي بأداء متقن، ومنهم من سقط ضحية لنص لم يمنحه فرصة التألق. في هذا التقرير، نقف عند أبرز الأسماء التي صنعت – أو خيّبت – آمال الجمهور.

باسل خياط (أسر): نجم تاه وسط النص

لم يسعف الدور ولا الأداء باسل خياط هذه المرة. شخصية مركبة أرادت الانتقام، لكن الحبكة الضعيفة حولتها إلى مهزلة درامية. تعابير وجهه بدت جافة، وعيناه جامدتان بلا روح. السؤال الذي يفرض نفسه: ماذا دهى باسل؟ كيف تحوّل النجم الكبير إلى ممثل يفتقر لأبسط أدواته التمثيلية؟ الأداء الذي كنا ننتظره بترقب خيّب كل الآمال.



باميلا الكيك (حياة): محاولة لم تكتمل

حاولت باميلا الكيك أن تقدم شخصية "حياة" بأداء مقنع، لكن النص الهزيل انعكس حتى على أكثر الممثلين احترافية. الشخصية نفسها كانت بلا ملامح واضحة؛ لا هي شريرة ولا طيبة، تحب أختها وتخونها بلا تأنيب ضمير، تحب "مجد" وتدخله السجن ثم تعود لتحبه مجدداً وكأن شيئاً لم يكن. النتيجة: شخصية مرتبكة غير مقنعة.

سامر المصري (عزت): الدور الأكثر تماسكاً

يُحسب لسامر المصري أنه قدّم أحد أكثر الأدوار تماسكا في العمل. شخصية "عزت" المجرم الذي يحمل قلب طفل ويرغب في التوبة كانت منصفة له، وهو أنصفها بأداء متقن أعاد التوازن إلى مشاهد كثيرة في المسلسل.

خالد قيش: صديق باع الصداقة باسم الحب

خالد قيش كان جيداً في دور الصديق الذي باع صديقه من أجل امرأة أحبها، ليصل في النهاية إلى قتلها حتى لا تكون لغيره. شخصية معقدة نجح خالد في تقديمها بجرأة، لتكون من الأدوار التي أضفت عمقاً على العمل رغم ثغرات النص.




زينة مكي: أقوى من الدور

زينة مكي لعبت دور الفتاة المريضة التي حملت قيماً نبيلة وسط أجواء موبوءة. رغم أن الشخصية كانت محدودة الأبعاد، استطاعت زينة أن تترك بصمة قوية بأداء احترافي جعلها من أبرز نقاط الضوء في المسلسل.

نادين خوري: براعة لم تنقذ الحبكة

قدمت نادين خوري دور الأم العمياء التي فقدت بصرها وابنها وراحة بالها بإتقان كبير. لكن سؤال الحبكة ظل معلقاً: لماذا لم تخبر زوجها الذي كاد يموت قهراً أن ابنه ما زال حياً؟ أداء نادين كان رائعاً، لكن النص لم ينصف هذه الممثلة المخضرمة.



عباس النوري: حضور باهت

مخارج الحروف لدى عباس النوري بدت عصية على الفهم، ودوره ظل غامضاً حتى النهاية. لا هو الطيب ولا الشرير، لا القوي ولا الضعيف، بل خليط غير متجانس. ورغم محاولته، إلا أنه لم يقترب من مستوى شخصية "الخال" في النسخة التركية.

بيار داغر: كمالة عدد

دخل متأخراً على الأحداث فبدا دخوله مفتعلاً وغير مبرر درامياً. شخصية بلا تأثير سوى القتل العشوائي، ما أعاد للأذهان أدواره غير المقنعة في مسلسلات سابقة مثل "القدر". على بيار أن يراجع خياراته ويرفض أدواراً لا تضيف لمسيرته شيئاً.

مجدي مشموشي: شر ثابت الإيقاع

مجدي مشموشي برع في دور "غازي" الشرير، رغم أن الدور كان ذا إيقاع ثابت لا يتلون ولا يتطور. ومع ذلك، استطاع تقديمه بإتقان جعله من الشخصيات التي ثبتت حضورها في العمل.

رغم التفاوت الكبير في مستوى الأداء، فإن الممثلين لم يتحملوا وحدهم وزر هذا الفشل الفني، بل كان للنص المشتت والمبالغة في عدد الحلقات الدور الأكبر في سقوط مسلسل "أسر" في فخ التكرار والملل.