يلتقي الوليد الحلاني ومحمد فضل شاكر في حفل مشترك هو الأوّل من نوعه يوم 27 آب/أغسطس في لبنان، بعد أن بات محمد نجم حفلات هذا الصّيف إثر نجاح أغنية "كيفك ع فراقي" التي أطلقها مع والده، ليثبت أنّه نجم بمواصفات خاصّة.
الفرق بين مسيرة الشابين شاسع، .إذ وُلد الوليد في أحضان الاستقرار العائلي والدعم الكامل من والده عاصي الحلاني، كان طريق محمد فضل شاكر مليئًا بالعقبات منذ البداية.
مسيرة الوليد الحلاني: بداية معبدة
الوليد الحلاني نشأ في أسرة فنية، حيث كان عاصي الحلاني بمثابة العمود الفقري له في عالم الفن. منذ البداية، كانت كل الأبواب مفتوحة أمامه. دخل برنامج "ديو المشاهير" وحصل على فوز كبير، ما جعل طريقه نحو الشهرة سهلاً جدًا مقارنة بالعديد من الفنانين الآخرين. ولأنه كان محاطًا بدعم قوي من والده، تميز الوليد بسرعة بفضل المساندة الفنية والتوجيه المباشر، كما أنّه استفاد من علاقات والده الجيّدة بجميع العاملين في الوسط الفني، فعاصي هو فنان تقريبًا بدون مشاكل تذكر، خاض مسيرته بسلام وأورث السلام لأسرته.
مسيرة محمد فضل شاكر: بين الهروب والتحديات
أما محمد فضل شاكر، فكانت بدايته مختلفة تمامًا. اختار الاحتراف في وقت كان فيه والده قد اختار الاعتزال بعد أن اجتاحته موجة تديّن جعلته ينبذ الفن والفنانين ويطلق تصريحات مهينة بحقّ زملائه، فأورث ابنه محمد عداوات لا حصر لها.
محمد بدأ مشواره في جوٍ ضاغط، إذ إنّ والده كان قد هرب إلى مخيم عين الحلوة ويواجه أزمات قضائية، وأحكام غيابية بالتورط في معركة عبرا ضد الجيش اللبناني، ما جعل الجمهور منقسمًا بين من يصدق براءته ومن يراه متورطًا. هذا الانقسام كان أحد الأسباب التي جعلت طريقه نحو الشهرة أصعب بكثير من الوليد.
بين المسيرتين: الدعم العائلي مقابل الصعوبات الحياتية
الوليد استفاد من كل شيء بدءًا من دعم والده في مسيرته الفنية وصولًا إلى الشهرة التي دخل إليها من خلال برامج الواقع. أما محمد، فقد بنى اسمه وسط التحديات الحياتية والسياسية التي كانت تعصف بعائلته. ورغم أن كليهما ورث الفن عن والده، إلا أن المسار الذي خاضه محمد كان مليئًا بالصعوبات، من الخلافات السياسية إلى الانقسامات الشعبية، ما جعل صعوده في عالم الفن أصعب وأكثر تعقيدًا.
الوراثة الفنية: نعمة أم عبء؟
الوراثة الفنية قد تكون سيفًا ذا حدين. بالنسبة للوليد، كانت نقلة نوعية مميزة ساعدته على فرض نفسه سريعًا في الوسط الفني. أما بالنسبة لمحمد، فقد كانت الوراثة عبئًا إضافيًا في مواجهة كل المشاكل التي أثرت على مسيرته. من غياب الدعم العائلي الواضح إلى الجدل الذي صاحب اسم والده، كان لا بد له من تجاوز العديد من العقبات ليبني اسمه بعيدًا عن التوقعات التي كانت تلاحقه.
الحفل المشترك: نقطة تلاقي بين المسيرتين
يجسد الحفل المشترك بين الوليد الحلاني ومحمد فضل شاكر مسيرتين مختلفتين تمامًا رغم التشابه في نقطة الانطلاق. فبينما كانت مسيرة الوليد محاطة بالدعم العائلي والتوجيه السهل، كان محمد مضطراً لمواجهة تحديات كبيرة جعلت طريقه إلى النجومية أكثر تعقيدًا، لكن في النهاية، كلاهما استطاع أن يثبت نفسه في عالم الفن بأسلوبه الخاص.