TRENDING
رولا بقسماتي مروحتها واسعة من الطيبة إلى الفجور

تفرد رولا بقسماتي جناحيها في عملين مختلفين، لا يتقاطعان بشيء.
استطاعت تجسيد اختلافهما بكل أريحية ونجاح. بين "عرابة بيروت" و"الخائن" قاسم مشترك هو ممثلة قادرة أن تلعب كل الأدوار، تنتحل شخصيات مضادة وتحلق فيما تقدم.

هي نادين في "الخائن " امرأة عاطفية حنونة مغلوب على أمرها، هاجسها الأمومة تعيشها دون أن تنجب. في حياتها زوج أرعن لا يقدرها يعيش حياته بالطول والعرض، تنتظر قدومه كل ليلة قرب طاولة مليئة بالطعام والشموع.


مغبونة "نادين" وبالرغم من ذلك توزع حنانها واهتمامها على كل من حولها. لا تنهر قاصداً ولا ترد طالباً. طيبتها عارمة توزعها على الجميع. رولا بقسماتي مقنعة بدورها حد الطبيعية، يتهيأ أنها مولودة في هذه الطينة المقربة وذاك الوجه الرقيق. والنفسية الغيورة بالمحبة والعطاء.

صوت رولا فيه دفء يأتي من الداخل بالكثير من الاحاسيس نبرتها ليست قاسية ولا يوجد عندها رنة في هتافها، بل فيه نشيج وعمق فعندما تتكلم يأتي الصوت ملبوساً بالدواخل.

وفي المقلب الآخر هي "باتريسيا" بائعة هوى، فتاة ساقطة بكل ما فيها. شعرها مكياجها، مشيتها، أداؤها. رولا هنا شخصية أخرى من فلك آخر معجونة بالدلال والغنج. كل ما فيها فاحش. تؤدي هذا الدور بحرفية يشفع لها جمالها الأنثوي ودلالها.


تنقلب في دورها كغانية تنسينا حقيقتها الرصينة في مسلسل "أنا" المرأة الجبارة القوية الموزونة. تنسينا دورها في "2020" وردة العاشقة القوية والضعيفة.

استطاعت رولا أن تتدرج في علوها وتصل سفرة أدراجها بالكثير من الحرفية والفن الخالص. لا يشوبها شيء بل مكللة بالإقناع.

قادرة بقسماتي أن تلبس جميع مشاعر الشخصيات. فهي الفجة الوقحة أو الهادئة الرصينة أو الشخصية المختلطة الأحاسيس الجياشة، فهي وبلحظات تظهرها مجتمعة، من حزن وقلق وخوف وانزعاج وهدوء.


هي أسيل في "انا" أو وردة في "2020" ورانيا في "زخات مطر" ونادين وباتريسيا ومقاتلة في "مفاتيح مكسرة" شخصيات جسدتها وبرعت فيها.

أجادت دوماً الوقوف أمام الكاميرا ومخاطبتها سواء كانت مذيعة أو ممثلة. وأجمل ما فيها أنها طبيعية عفوية تمثيلها يأتي بتلك الجرعة الملائمة دون مبالغة ودون تصنع. قريبة من القلب فيما تقدم سواء كانت ظالمة أو مظلومة رقيقة أو فاجرة.

رولا بقسماتي اسم بات يحسب له حساب في أجندة الأسماء الموهوبة، التي يمكن أن تعطي الفن مكانة لائقة.

 

 

يقرأون الآن