"ملك العود" وموسيقار الأزمان فريد الأطرش. فنان ترك بصمته في عالم الفن. ابن جبل العرب المولود في 19 أكتوبر في بلدة القريا جنوب سوريا ورحل في 26 ديسمبر 1974 في مستشفى الحايك في العاصمة اللبنانية بيروت عن عمر يناهز 64 عاماً.
نشأته: هجرة وضيق حال
تحدر فريد الأطرش من عائلة أميرية، فآل الأطرش عائلة عريقة في جبل العرب جنوب سوريا، والده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته اللبنانية الأميرة عالية المنذر، التي انتقلت مع أولادها فريد وفؤاد وأمال التي صار أسمها اسمهان وباتت مطربة مشهورة إلى مصر هربًا من الاحتلال الفرنسي الذي كان يطارد ويريد الانتقام من عائلة المناضل فهد الأطرش.
التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية "الخرنفش"، والتحق بمعهد الموسيقى وقام ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، حتى اكتشفه الموسيقار مدحت عاصم وضمه كعازف عود في فرقة الإذاعة المصرية.
بالرغم من أنه من عائلة كريمة لكن نفد المال الذي كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهي صاحبة صوت جميل وهذا ما دفعها للغناء في روض الفرح بعد أن كانت تعمل في أحد الأديرة. وقد وافق فريد وفؤاد على هذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب.
عندما توفيت والدته دفنت في بلدة شويت في جبل لبنان حيث كانت العائلة تمتلك منزلاً هناك.
مشوار الفن
بعد جهد وتعب وبعد فشله في امتحان أمام لجنة الغناء في مصر، استطاع فريد الأطرش تسجيل أول أغنياته "يا ريتني طير لأطير حواليك"، والتحق بالعمل في فرقة بديعة مصابني، حتى اقتحم عالم السينما مع أخته أسمهان في أول فيلم لهما "انتصار الشباب" عام 1940، وبعدها توالت عليه العروض وذاعت شهرته حتى أصبح أحد عمالقة الموسيقى من نجوم الزمن الجميل.
اشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا في السينما المصرية كان بطلها جميعاً وقد أنتجت هذه الأفلام في الفترة الممتدة من السنة 1941 حتى السنة 1975. أشهر الأفلام على الإطلاق، والفيلم الذي جنى أرباحا طائلة هو فيلم "حبيب العمر".
صفاته: كرم ونبل وإدمان القمار
عرف فريد الأطرش بين زملائه بكرمه الواسع ونبله وشهامته وطيبته وكان بيته دائما مفتوحاً للجميع، حتى لمن لا يعرفهم، وتتساوى قواعد الضيافة بين الفقير والوزير.
لكن عيبه كان إدمانه على القمار وكان هذا من عاداته السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عوّد نفسه على الإقلاع، وعرف أيضاً بحبه للخيل. ذات يوم وفيما كان في ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة، وعلم في الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة فترك موت أخته أثرا عميقا في قلبه. وذكر في أحد احاديثه أن هذه الخسارة أدت به إلى الإدمان على القمار من أجل النسيان.
تعرض إلى ذبحة صدرية وبقي سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل. وبالرغم من مرضه بقي يعمل لكن قلبه خذله، وتوفي في مستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية عام 1974.
أحب لكنه لم يتزوج أبداً
فريد الأطرش الذي غنَّى للحب وللعشاق، تعددت تجارِبه في الحب فأحب سامية جمال، والملكة ناريمان، وليلى الجزائرية، وشادية، وسميرة أحمد، وسلوى القدسي وغيرهن إلا أنه في النهاية لم يرتبط بأي امرأة ممن أحب.