اتضحت مسارات الشخصيات في مسلسل "سلمى" الذي يُعرض على منصة "شاهد". تقدم مرام علي، بطلة المسلسل، دوراً صعباً يليق بأن يُسمّى العمل باسم الشخصية التي تجسدها. مرام، التي تخطف الأنفاس في أداء دور الأم المتروكة الوحيدة، تربي طفلين بين الفقر والانكسار والخيبة، وظروف صعبة تجعل أي امرأة على حضيض الإفلاس.
دراما اجتماعية مؤلمة
يمثل هذا العمل معركة حياة في مواجهة كل أنواع العذابات والغدر. ليس عملاً حيادياً، بل دراما اجتماعية صعبة تواجهها المرأة بعصبها المجروح وروحها الصابرة. الرحمة هنا نادرة، وحتى الآن لم تنكشف طاقات الأمل، بل دوائر سوداء تلقي بامرأة محرومة من كل شيء: الأمان والمال والسند، وأكثر من هذا الخيانة تتربص بها من كل جانب. هذه التجربة الإنسانية بدأت كصفعة من كل أنواع الظلم.
تألق ستيفاني عطالله
يمشي العمل بخطوات بطيئة ومشاهد مكثفة من الحوارات والمشاهد المكررة، لا سيما مشاهد ستيفاني عطالله في غرفتها، وهي تحاول رسم الرجل المفقود بعيون صلبة وضمير بين الحي والميت، ومشاهد الظلم والفقر التي تعاني منها سلمى "مرام علي". ستيفاني عطالله أمام تحدٍ كبير في هذا الدور الشرير المنفصم، الذي تؤديه بجرأة حتى أننا بتنا مقتنعين بالشر المضمر في شخصيتها وكأنه أصيل فيها.
افتتاح موسم قوي وأمل في التميز
لقد افتتح الموسم بهذه الدراما المعربة، وأبطالها من أفضل الممثلين في الوطن العربي. عسى أن تكون أفضل من سابقاتها مثل "القدر" وآسر، ولا تقع في فخ النص الهابط والمتراخي حتى لا تضيع جهود كل بطل، مبدع بملكاته ومشاعره.
