TRENDING
ستيفاني عطا الله في


ستيفاني عطا الله في دور "ميرنا" بمسلسل "سلمى" تستجمع كل شرور العالم وتجسد شخصية منفرة.


الشخصية الشيطانية

هذا الدور الشيطاني لبسته ستيفاني بقريحة مفتوحة وطبيعية لا يشوبها ضعف، بل أتت شيطانة حقيقية تتحرك أمام المشاهد حدّ التقزز والغضب.

هذه الشخصية الملتبسة بجسد فتاة تبدو جميلة وعصرية، وابتسامة غادرة، لكنها تحمل خلف المظهر سكاكين وخناجر.

لا يبدو على ميرنا أنها مريضة نفسية بقدر ما هي شخصية حادة وشريرة تعي تمامًا ما تقوم به. فالمريض لا يبكي في العلن ويضحك في السر، ولا يتمسكن حتى يتمكن، بل المجنون يكون عفويًا وحقيقيًا، وشخصية ميرنا ليست مجنونة بقدر ما هي مخططة داهية قادرة على قتل الجميع والتلذذ بموتهم، ودخول غرفتها وإغلاقها لتعيش أحلامها السوداء وتغمر نفسها بالانتصار المقيت.


ميرنا نقطة ضعف المسلسل

هذه الشخصية التي تجسدها ستيفاني تحمل كل التناقضات في سير العمل؛ فهي نقطة ضعف العمل لكثرة شرها وسوادها وحضورها المستفز الأبليسي، وبنفس الوقت استطاعت ستيفاني أن تكون طبيعية لتسجل نقطة فنية عالية في أداء الدور.

هذا الدور لطّخ العمل بالمأساة وجعل من قصة "سلمى" دراما سوداوية طغت على كل نقاء يمكن أن تبثه سلمى. فشخصية ميرنا تفوقت على كل خير وحب في المسلسل، وظهرت الطاغية التي تسببت بموت صهرها بعد أن تحرّشت به، وكادت تتسبب بموت أمها، وخربت كل ما حولها وأخافت ولعبت وتحايلت على مدارك طفلة، حيث يبدو أن إبليس يحضر متجسّدًا.

هذا الشر الكبير الذي يتصدر العمل جعل من ستيفاني بطلة العمل؛ لأن حضورها ليس عابرًا بل مقصودًا، يسد أنفاس وابتسامات وعروق الحياة لكل من حولها: "أختها، أمها، صهرها، الأطفال". فالحضور الطاغي للشر هو نقطة ضعف لعمل لا يمكن أن يكون عائليًا بل يُصنّف ضمن دراما الفزع والخوف.


شخصية ستيفاني خرافية

لا يمكن لشخصية بشرية أن تكون بهذا الشّر إلا إذا كانت خرافية. وأداء ستيفاني للدور لا يشي بأنها مجنونة، بل بارعة في الانتقام والاستغلال. في حال تبين أن ميرنا هذه مجنونة فهذا يعني أن ستيفاني أخفقت في تجسيد الدور؛ لأن ما تظهره من تخطيط وانتقام وشر يفوق الجنون ليصل إلى عروق الشّر الحقيقي الصافي. ليس كل شر جنون، وليس كل مجنون شرير.

العمل السوداوي

هذه المبالغة في فتح ساحات الإثارة لشريرة تقتل من حولها وتنتقم بطريقة مفزعة، يضع مسلسل "سلمى" على محك الذائقة القاتلة. فهذا النوع من التشويق الأسود، وإعطائه السيادة والقوة والقدرة على التحكم بالجميع وقتلهم دون أن يرف له جفن، هو تسويق مرفوض كعمل إنساني بشري. أم أن ستيفاني بالغت ولم تجد من يقول لها "كفى" ويضع الحديد في معصمها.