قادرة دوماً على أن تخلق جلبة، وترفع صوتاً جديداً، وتغامر في السباحة عكس التيار.
باميلا الكيك اختارت ألا تكون نسخة مكررة عن غيرها من الفنانات. طريقتها في التعبير عن الله، والوجود، والإنسان تتخذ طابعًا وجوديًا خاصًا، يكاد يكون أشبه ببيان فلسفي أكثر منه خطابًا فنيًا.
الخروج عن السائد
في رؤيتها، الإنسان كائن "سائل"، متغير، متمرد بطبعه، والشيطان ليس سوى "القصاص الداخلي" الناتج عن لحظة ضعف. هذه المفاهيم تعكس وعياً عميقاً، لكنها في الوقت نفسه قد تبدو طلاسم أو شعارات مبهمة لجمهور يفضل البساطة والوضوح.
الظهور المختلف
أن تظهر باميلا على السجادة الحمراء دون مكياج، أن ترتدي الكوفية الفلسطينية كثوب، أو حتى تخفي وجهها خلف قناع، هي مواقف فنية بامتياز. لكنها أيضاً مواقف محفوفة بالتساؤل:
هل تحوّلت هذه الإطلالات إلى فعل مسرحي صرف؟ أم أنها جسدت تضامنًا إنسانيًا حقيقياً يتجاوز الشكليات؟
أم أنها تخيط بصنارة مختلفة قد يرتد الأمر عليها؟
في زمن تُقاس فيه الشهرة بعدد "اللايكات"، تبدو باميلا وكأنها تسير عكس التيار... لكن هل هذا كافٍ لإحداث أثر فعلي؟ أم أن الاختلاف هنا قد يكون عقبة أمام الانتشار؟
عفوية الصدمة: الصدق أم الفوضى التعبيرية؟
باميلا تعبر عن نفسها وأفكارها بصدق وعفوية، لكن هذا الصدق يتحول أحياناً إلى صدمة. تصريحاتها وتعبيراتها قد تبدو لغزاً أو "فوقية" للبعض، ما يخلق مسافة بينها وبين المتلقي، ويضعها في مواجهة بواريد عديدة وأمام فوهة البارود القاتل.
نحن في زمن تهيمن عليه الصورة السريعة والكلام السهل، ولا يُستقبل التعقيد دائماً بالترحاب، حتى لو كان نابعًا من عمق فكري.
في التمثيل: حين يتجسد الفلسفي في الدور
رغم كل الجدل حول شخصيتها، تبقى باميلا ممثلة بقامة مختلفة وقوة ساحرة أمام الكاميرا وعلى مرأى جمهور يعرف قيمة عصبها. فهي حين تمثل، تتقمص الدور بشكل حقيقي، وتمنح الشخصيات التي تؤديها بعداً داخلياً يتجاوز النص، وتضع سحرها الشخصي في خدمة الشخصية لا ضدها.
هنا يمكن القول إن فلسفتها تخدمها أكثر مما تضرها: فهي قادرة على النفاذ إلى عمق المشاهد بأداء استثنائي وخطوات حادة وعصب رشيق ملهم.
بين الإلهام والتشويش
باميلا الكيك حالة فنية استثنائية. أفكارها الوجودية ومواقفها الجريئة جعلت منها شخصية لافتة، لكنها أيضاً وضعتها في منطقة رمادية بين الفنانة والمفكرة، بين النجمة والمتمردة.