هيفاء وهبي في أغنيتها الجديدة «Super Woman»، تعود الينا بصورة جديدة لم نعهدها بصاحبة الجمال الموصوف والرقة المعهودة . صورة امرأة مقاتلة بقوتها الخارقة وقدرتها على أخذ موقف واشعال جبهة ان لزم الامر.

بيانات هيفاء الجديدة
تقدم هيفاء في أغنية السوبروومان بياناتها الشخصية التي يجهلها الأخر بيان من قوة وسطوة وخوضها حرباً في وجه الخذلان والانكسار.
تغني بهدوء وبلكنتها المعروفة بالدلع لتقول أنا امرأة اختبرت الخذلان، وخرجت منه أصلب، لا تنوح ولا تتحسر ولا تبكي باحثة عن الشفقة، أو التعاطف بل امرأة تعلّمت أن تحمي نفسها.
منذ النغمة الأولى والمشهد الأول تفصح الاغنية عن تجربة قاسية:
"اللي شفته واللي عشته / شفت منكو جنون خلاني أكون".. ويبدأ السرد لما صارت عليه. امرأة عاشت الخيبات لتصبح امرأة حديدية.
تبدأ هيفاء رقيقة ناعسة ثم يتضح المشهد العنيف والجنون الذي يأتي بصوت ناعم لكنه حازم . الجنون ليس صراخاً، بل رقصاً على خيبات متراكمة صنعت درعاً داخلياً.

صاحبة موقف وأمثولة
هيفاء تريد أن تكون صاحبة موقف وتقدم أمثولة لا تسرد ضعفها ولا حزنها بل تحاسب، وتُسمّي الأشياء بأسمائها.
في مقطع الصداقة المكسورة، تصل الأغنية إلى قلبها العاطفي:
"أنا كان حواليا صحاب ياما / وبقوا بيتعدّوا على الإيد."
لغة مباشرة، بلا زخرفة، لكنها موجعة. الخسارة لا تأتي من الخصوم، بل من الدائرة القريبة. ولهذا، يصبح الوداع قاسياً ومقتضباً: «باي باي مع 100 ألف سلامة». كأن القطيعة والبعد هنا فعل شفاء، لا انتقام. دليل قوة دون تحسر أو بكاء أو رثاء.
الأنوثة لغتها الأبدية
هيفاء وهبي، في «Super Woman»، تحافظ على أنوثتها الصاخبة، وتحوّلها إلى طاقة مقاتلة. امرأة
تحمل رموزاً وتقدم تهديداً، امرأة تهاجم الغيم، تقطع دروب الثلوج، تركب دراجة نارية، تحمل سلاحاً، تنبت لها أجنحة.
لا تتخلى هيفاء عن عدتها المعروفة بالظهور الانثوي قبل المواجهة، فترتدي الملابس الرقيقة الناعمة المتطايرة، والألوان النارية التي تشتعل على الجسد. أقمشة خفيفة تتحرّك مع الريح، تذكّر بأن القوة لا تناقض الهشاشة، بل تولد منها. الأحمر، البرتقالي، واللمعان الحاد، والجلد الأسود ليست عناصر جمالية فحسب، بل إشارات إلى امرأة تعرف كيف تشعل حضورها من دون أن تتخلّى عن أنوثتها.

محاربة غير تقليدية
ليست محاربة تقليدية، بل أيقونة قوة مصقولة بالجمال. مقاتلة لا تفقد أناقتها وهي في قلب المعركة. الأهم أن هيفاء ترفع منسوب القوة من دون أن ترفع صوتها وتبقى الموسيقى بحدود السمع الناعم.
الغناء رقيق ومتهدج بطريقتها التي عرفناها من أيام "أقول اهواك" و"رجب"، تلك النبرة الهيفاوية التي باتت تعرف باسمها.
رسالة نسوية
الإيقاع راقص، لكن الرسالة حادة. هنا يكمن الذكاء الفني: أن تُقال التهديدات بنبرة هادئة، وأن يتحوّل القرار إلى موسيقى، ورسالة نسوية تطلق فيها هيفاء القوة في وجه الغدر والضعف والانكسار.
ولان الانوثة لغتها الدائمة على إيقاع أنثوي محسوب، تبني هيفاء رأيها، وتُحكم اصطفاف «عصابة ناعمة» من الصبايا اللواتي يلتففن حولها كدعوة للتماسك وليس للعنف دعوة التضافر وخلق حسّ مشحون بالقوة، يلمع تحت الأضواء، ويعرف كيف يردّ الصاع صاعين لمن «عضّوا اليد».

وتكمل "شفت منكم جنون خلاني سوبر وومان"… جملة تختصر التحوّل. التهديد هنا لا يُلغِي الرقة، بل يتعايش معها. هيفاء لا تتخلّى عن نعومتها، بل تستخدمها كسلاح.
"سوبروومان أغنية موقف أكثر منها اغنية استعراض ارادت هيفاء أن تؤكد أن الزمن لا يكسر المرأة، بل يصقلها. وكل من يعاديها، سيدفع الثمن. ببساطة، لأن هيفاء وهبي اختارت أن تكون… سوبر وومان.